للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثلي. كان شديد التحري في الرواية، مجتهدا في العبادة، كثير الذكر، منقطعا عن الناس، متواضعا في ذات الله، رأيت جماعة من المحدّثين ذكروه فأطنبوا في حقّه، ومدحوه بالحفظ والزهد، سألت البرزالي عنه فقال: ثقة جبل حافظ ديّن.

وقال الشريف أبو العبّاس الحسيني: حدّث بالكثير مدة، وخرّج تخاريج كثيرة مفيدة، وصنّف تصانيف حسنة. وكان أحد أئمة هذا الشأن، عارفا بالرّجال وأحوالهم، والحديث صحيحه وسقيمه، ورعا، متدينا، طارحا للتكلف.

وقال الذهبي: بنى مدرسة على باب الجامع المظفّري بسفح قاسيون، وأعانه عليها بعض أهل الخير، ووقف عليها كتبه وأجزاءه.

وقال غيره: بناها للمحدّثين والغرباء الواردين، مع الفقر والقلة، وكان يبني منها جانبا ويصبر إلى أن يجتمع عنده ما يبني به، ويعمل فيها بنفسه، ولم يقبل من أحد فيها شيئا تورعا. وكان ملازما لجبل الصالحية قبل أن يدخل البلد، أو يحدّث به، ومناقبه أكثر من أن تحصر.

وقال الذهبي أيضا- نقلا عن الحافظ المزّي- أنه كان يقول: الضياء أعلم بالحديث والرجال من الحافظ عبد الغني، ولم يكن في وقته مثله.

وقال الذهبي أيضا: الإمام، العالم، الحافظ، الحجّة، محدّث الشام، شيخ السّنّة، ضياء الدّين، صنّف، وصحّح، وليّن، وجرّح، وعدّل. وكان المرجوع إليه في هذا الشأن.

وقال ابن رجب أيضا: من مصنفاته «الأحاديث المختارة» [١] خرّجها من


[١] قلت: قال العلّامة الكتّاني في «الرسالة المستطرفة» ص (٢٤) طبع دار البشائر الإسلامية:
وهو مرتب على المسانيد على حروف المعجم، لا على الأبواب، في ستة وثمانين جزءا، ولم يكمل، التزم فيه الصحة، وذكر فيه أحاديث لم يسبق إلى تصحيحها، وقد سلّم له فيها-

<<  <  ج: ص:  >  >>