وبرع في الأصول والعربية، وتفقه في مذهب الإمام مالك.
قال اليافعي: وبلغني أنه كان محبا للشيخ عز الدّين بن عبد السلام، وأن ابن عبد السلام حين حبس بسبب إنكاره على السلطان، دخل معه الحبس موافقة ومراعاة. ولعل انتقاله إلى مصر كان بسبب انتقال الشيخ ابن عبد السلام، وفيهما أنهما اجتمعا في الإنكار.
وقال ابن خلّكان: انتقل إلى دمشق ودرّس بها في زاوية المالكية، وأكبّ الناس على الاشتغال عليه، والتزم له الدروس، وتبحر في العلوم، وكان الأغلب عليه علم العربية. وصنّف «مختصرا» في مذهبه، و «مقدمة» وجيزة في النحو، سمّاها «الكافية» وأخرى مثلها في التصريف سمّاها «الشافية» وشرح المقدمتين. وله:
أيّ غد مع يد دد ذي حروف ... طاوعت في الرّويّ وهي عيون
هذا جواب البيتين المشهورين:
ربما عالج القوافي رجال ... في المعاني فتلتوي وتلين
طاوعتهم عين وعين وعين ... وعصتهم نون ونون ونون
وله في أسماء قداح الميسر:
هي فذّ وتوأم ورقيب ... ثم حلس ونافس ثم مسبل
والمعلّى والوغد ثم سفيح ... ومنيح هذي الثلاثة تهمل
ولكل مما عداه نصيب ... مثله أن تعد أول أول
وصنّف في أصول الفقه، وكل تصانيفه في نهاية الحسن والإفادة.
وخالف النّحاة في مواضع، وأورد عليها إشكالات وإلزامات تتعذر الإجابة عنها. وكان من أحسن خلق الله ذهنا.
ثم عاد إلى القاهرة، وأقام بها والناس ملازمون الاشتغال عليه. وجاءني