للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرارا بسبب أداء شهادات، وسألته عن مواضع في العربية مشكلة فأجاب أبلغ إجابة بسكون كثير وتثبت تام، ومن جملة كلامه عن مسألة اعتراض الشرط على الشرط في قولهم «إن أكلت، إن شربت، فأنت طالق» لم يتعين تقدم الشرب [١] على الأكل بسبب وقوع الطلاق، حتى لو قال: ثم شربت، لا تطلق.

وسألته عن بيت المتنبي:

لقد تصبّرت حتّى لات مصطبر ... والآن أقحم حتّى لات مقتحم [٢]

ولات ليست من أدوات الجرّ، فأطال الكلام فيها، وأجاب فأحسن الجواب عنها، ولولا التطويل لذكرت ما قاله.

ثم انتقل إلى الإسكندرية للإقامة بها، فلم تطل مدته هناك. توفي ضحى نهار الخميس سادس عشري شوال، ودفن خارج باب البحر بتربة الشيخ الصالح ابن أبي شامة. انتهى.

وفيها ابن الدبّاج العلّامة أبو الحسن علي بن جابر [٣] النحوي المقرئ، شيخ الأندلس. أخذ القراءات عن أبي بكر بن صاف، والعربية عن أبي ذر بن أبي ركب الخشني، وساد أهل عصره في العربية.

ولد سنة ست وستين وخمسمائة، وتوفي بإشبيلية بعد أخذ الرّوم الملاعين لها في شعبان بعد جمعة، فإنه هاله نطق الناقوس وخرس الأذان، فما زال يتلهف ويتأسف ويضطرب إلى أن قضى نحبه، وقيل مات يوم أخذها.


[١] في «وفيات الأعيان» : «لم تعين تقديم الشرب» .
[٢] البيت في «ديوان المتنبي» بشرح العكبري (٤/ ٤٠) .
[٣] انظر «العبر» (٥/ ١٩٠) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٢٠٩- ٢١٠) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٦٩) و «غاية النهاية في طبقات القراء» (١/ ٥٢٨- ٥٢٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>