للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها فخر القضاة بن الجبّاب أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين السّعدي المصري [١] ، ناظر الأوقاف، وراوي «صحيح مسلم» عن المأموني. سمع قليلا من السّلفي، وابن برّي، وتوفي في رمضان، وله سبع وثمانون سنة.

وفيها الحافظية أرغوان العادلية [٢] عتيقة الملك العادل، وسميت بالحافظية لتربيتها للملك الحافظ صاحب قلعة جعبر. وكانت امرأة صالحة مدبرة، صادرها الصالح إسماعيل، فأخذ منها أربعمائة صندوق، ووقفت دارها التي داخل باب النصر بدمشق وتعرف بدار الإبراهيمي على خدّامها، وبنت بالصالحية تحت ثورا [٣] قرب عين الكرش مدرسة وتربة كانت بستانا للنّجيب غلام التّاج الكندي فاشترته منه، وبنت ذلك، ووقفت عليه أوقافا جيدة، منها بستان بصارو، وتسمى الآن بالحافظية [٤] .

وفيها الملك الصالح عماد الدّين أبو الجيش إسماعيل بن العادل [٥] ، الذي تملّك دمشق مدة. انضم سنة أربع وأربعين إلى ابن أخيه صاحب حلب الملك الناصر، فكان من كبراء دولته ومن جملة أمرائه بعد سلطنة دمشق، ثم قدم معه دمشق، وسار معه، فأسره الصالحية، ومرّوا على تربة [٦] الصالح مولاهم، وصاحوا: يا خوند أين عينك ترى عدوّك أسيرا. ثم أخذوه في الليل وأعدموه في سلخ ذي القعدة، وكان ملكا شهما محسنا إلى خدمه وغلمانه وحاشيته، كثير التجمل.


[١] انظر «العبر» (٥/ ١٩٨) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٢٣٤- ٢٣٥) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٧٠) .
[٢] انظر «الدارس في تاريخ المدارس» (٢/ ٢٤٣) و «أعلام النساء» لكحالة (١/ ٢٦) .
[٣] يعني نهر ثورا.
[٤] قلت: وتعرف في أيامنا بالست حفيظة.
[٥] انظر «العبر» (٥/ ١٩٨- ١٩٩) .
[٦] تحرفت في «ط» إلى «طربة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>