للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أمين الدولة الوزير أبو الحسن الطبيب [١] . كان سامريّا ببعلبك فأسلم في الظّاهر، والله أعلم بالسرائر، ونفق على الصالح إسماعيل حتّى وزر له، وكان ظالما، نجسا، ماكرا، داهية، وهو واقف الأمينية التي ببعلبك.

أخذ من دمشق بعد حصار الخوارزمية، وسجن بقلعة مصر، فلما جاء الخبر الذي لم يتمّ بانتصار الناصر، توثب أمين الدولة في جماعة وصاحوا بشعار الناصر، فشنقوا، وهم: هو، وناصر الدّين بن يغمور [٢] ، والخوارزمي.

ومن جملة ما وجد في تركة أمين الدولة، ثلاثة آلاف ألف دينار، غير ما كان مودعا له عند الناس.

وفيها الملك المعظم غياث الدّين توران شاه بن الصّالح نجم الدّين أيوب [٣] . لما توفي أبوه حلف له الأمراء وقعدوا [٤] وراءه كما ذكرنا، وفرح الخلق بكسر الفرنج على يده، لكنّه كان لا يصلح لصالحة، لقلّة عقله وفساده في المرد. ضربه مملوك بسيف فتلقاها بيده، ثم هرب إلى برج خشب فرموه بالنفط، فرمى بنفسه وهرب إلى النيل فأتلفوه، وبقي ملقى على الأرض ثلاثة أيام، حتّى انتفخ، ثم واروه. وكان قويّ المشاركة في العلوم، ذكيا.

قال ابن واصل: لما دخل المعظم مصر، قام إليه الشعراء، فابتدأ ابن الدجاجية تاج الدّين فقال:

كيف كان القدوم من حصن كيفا ... حين أرغمت للأعادي أنوفا


[١] انظر «العبر» (٥/ ١٩٩) .
[٢] في «آ» و «ط» : «ابن مغمور» والتصحيح من «العبر» .
[٣] انظر «فوات الوفيات» (١/ ٢٦٣- ٢٦٥) و «العبر» (٥/ ١٩٩- ٢٠٠) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ١٩٣- ١٩٦) .
[٤] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «وتعدوا» والتصحيح من «العبر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>