للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في بيت شعر نازل من شعره ... فالحسن منه عاكف في بادي

حرسوا مهفهف قدّه بمثقّف ... فتشابه الميّاس بالميّاد

قالت لنا ألف العذار بخدّه ... في ميم مبسمه شفاء الصّادي

ومن شعره قوله:

وعلّقته من آل يعرب لحظه ... أمضي وفتك من سيوف عريبه

أسكنته بالمنحنى من أضلعي ... شوقا لبارق شوقه وعذيبه

يا عائبا ذاك الفتور بطرفه ... خلّوه لي أنا قد رضيت بعيبه

لدن وما مرّ النّسيم بعطفه ... أرج وما نفح العبير بجيبه

ونزل في بعض أسفاره بمسجد وهو مريض فقال:

يا ربّ قد عجز الطّبيب فداوني ... بلطيف صنعك واشفني يا شافي

أنا من ضيوفك قد حسبت وإنّ من ... شيم الكرام البرّ بالأضياف

وله بيتان ضمنهما بيت المتنبي وأحسن فيهما، وهما:

إذا ما سقاني ريقه وهو باسم ... تذكّرت ما بين العذيب وبارق

ويذكرني من قدّه ومدامعي ... مجر عوالينا ومجرى السوابق

وكان بينه وبين البهاء زهير محبة قديمة من زمن الصّبا وإقامتهما بالصعيد، حتى كانا كالأخوين وليس بينهما فرق في أمور الدّنيا. ثم اتصلا بخدمة الصالح وهما على تلك الحال والمودة.

وتوفي ليلة الأربعاء مستهل شعبان، ودفن بسفح المقطّم، وأوصى أن يكتب عند رأسه دو بيت نظمه في مرضه وهو:

أصبحت بقعر حفرتي [١] مرتهنا ... لا أملك من دنياي إلّا كفنا

يا من وسعت عباده رحمته ... من بعض عبادك المسيئين [٢] أنا


[١] في «وفيات الأعيان» : «حفرة» .
[٢] في «آ» و «ط» : «المسيكين» وما أثبته من «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>