للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنزله مرة ثالثة فطلع مملوءا ذهبا، فقال: يا ربّ لا تطردني عن بابك، أنا أروح إلى الشطّ أتوضأ، ليس قصدي سوى الماء لأداء فريضتك، ثم أنزله رابعة فطلع مملوءا ماء، فسجد شكرا لله تعالى [١] .

وفيها الإمام شمس الدّين محمد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مفلح بن هبة الله بن نمير الأنصاري المقدسي الأصل ثم الدمشقي الكاتب الفقيه الحنبلي [٢] .

ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وسمع من يحيى الثقفي، وابن صدقة الحرّاني، وغيرهما. وأجاز له السّلفي وغيره، وكان شيخا، فاضلا، وأديبا حسن النظم والنثر، من المعروفين بالفضل والأدب، والكتابة، والدّين، والصّلاح، وحسن الخطّ، وحسن الخصال، ولطف المقال. وطال عمره، ووزر للملك الصّالح إسماعيل مدة. وحدّث بدمشق وحلب، وكتب عنه ابن الحاجب، وقال: سألت الحافظ ابن عبد الواحد عنه فقال: عالم ديّن. روى عنه جماعة، منهم: ابنه يحيى بن محمد بن سعد، وسليمان بن حمزة، وتوفي في ثاني شوال بسفح قاسيون ودفن به من الغد.

وتوفي أخوه أحمد في نصف ذي القعدة من هذه السنة [٣] . روى عن الخشوعي، وابن طبرزد.

وفيها الفقيه العلّامة المحدّث الصّالح الورع، محمد بن إسماعيل


[١] لله رجال صدقوا مع الله حق الصدق وخلعوا من أنفسهم حبّ الدنيا الفانية، فأكرمهم الله بالقناعة، وهذا لعمري منهم- إن صحّت هذه الرواية- رحمه الله تعالى وأحسن إليه.
[٢] انظر «العبر» (٥/ ٢٠٦) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٢٤٨- ٢٤٩) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٧١) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٢٤٨- ٢٤٩) .
[٣] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٢٤٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>