للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان شريفا، مطاعا شيعيّا، متعبّدا [١] .

وفيها قتل أبو الشعثاء سليم بن أسود المحاربيّ الكوفي بظاهر البصرة.

وقتل محمّد بن سعد بن أبي وقّاص لقيامه مع ابن الأشعث.

وفيها توفي جميل بن عبد الله بن معمر الشاعر العذريّ المتيّم صاحب بثينة [٢] وكان هويها في الصّغر، فلما كبر خطبها، فصدّ عنها، فتيّم بها، وكان منزلها وادي القرى، وهي عذريّة أيضا، وتكنّى أمّ عبد الملك، ولما أكثر الشّعر فيها قيل له: لو قرأت القرآن كان خيرا لك، فقال حدّثني أنس قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ من الشعر لحكمة» [٣] . وكان كثّير عزّة [٤] راوية جميل، وجميل راوية هدبة [٥] وهدبة راوية


[١] انظر «الأعلام» للزركلي (٥/ ٢٣٤) .
[٢] هي بثينة بنت حبا بن ثعلبة العذرية، ولم تعش بعد جميل طويلا، وماتت في سنة (٨٢) أيضا. انظر «تاريخ مدينة دمشق» لابن عساكر «تراجم النساء» ص (٦٣- ٦٩) ، و «الأعلام» للزركلي (٢/ ٤٣) .
[٣] رواه البخاري (١٠/ ٤٤٥ و ٤٤٦) في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز، وأبو داود رقم (٥٠١٠) في الأدب، باب ما جاء في الشعر، من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه، ورواه الترمذي رقم (٢٨٤٧) في الأدب، باب ما جاء إن الشعر حكمة من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو حديث صحيح، ورواه أيضا الترمذي رقم (٢٨٤٨) من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، والحكمة معناها: إن من الشعر كلاما يمنع عن الجهل والسفه وينهى عنهما.
[٤] هو كثيّر بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر الخزاعي، أبو صخر، شاعر متيم مشهور من أهل المدينة، أكثر إقامته بمصر، كان شاعر أهل الحجاز أخباره مع عزة بنت جميل العمرية كثيرة، وكان عفيفا في حبه، توفي بالمدينة سنة (١٠٥ هـ) . انظر «الأعلام» للزركلي (٥/ ٢١٩) .
[٥] هو هدبة بن خشرم، ينتهي نسبه إلى قضاعة، وهدبة شاعر فصيح متقدم من بادية الحجاز، وكان شاعرا راوية لشعر الحطيئة، وكان جميل راوية شعره- كما ذكر ابن العماد- وهو أول من قتل قصاصا بالمدينة المنورة في زمن واليها سعيد بن العاص، وذلك لقتله زيادة بن زيد

<<  <  ج: ص:  >  >>