للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوقع منه موقعا أزعجه، وأقبل على الله، وظهر عليه من أوله صدق الإرادة، وسيماء السعادة. وصحب أولا الشيخ علي بن أفلح الزّبيدي، ثم الشيخ المبجّل علي الأهدل. ولما انتشر صيت الشيخ بنواحي سردد [١] كتب إليه الإمام أحمد بن الحسين صاحب ذيبين [٢] يدعوه إلى البيعة، فأجابه الشيخ، ورد كتاب السيد، وفهمنا مضمونه، ولعمري إن هذا سبيل سلكه الأولون، غير أنا نفر منذ سمعنا قوله تعالى: لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ١٣: ١٤ [الرّعد: ١٤] لم يبق لإجابة الخلق فينا متسع، وليس لأحد منا أن يشهر سيفه على غير نفسه، ولا أن يفرّط في يومه بعد أمسه، فليعلم السيد قلّة فراغنا لما رام منا، ويعذر المولى، والسلام.

وكان أمّيّا وله كلام في الحقائق، وأحوال باهرة، وكرامات ظاهرة، ووضع عليه كتاب في التصوف.

وفيها مجد الدّين بن تيمية، شيخ الإسلام أبو البركات عبد السلام ابن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن علي بن تيمية الحرّاني [٣] الفقيه الحنبلي الإمام المقرئ المحدّث المفسّر الأصولي النحوي، شيخ الإسلام، وأحد الحفّاظ الأعلام، وفقيه الوقت، ابن أخي الشيخ مجد الدّين محمد المتقدم ذكره.

ولد سنة تسعين وخمسمائة تقريبا بحرّان، وحفظ بها القرآن. وسمع من عمه الخطيب فخر الدين، والحافظ عبد القادر الرّهاوي.


[١] في «آ» : «سرد» وفي «ط» : «سردر» وكلاهما خطأ، والتصحيح من «غربال الزمان» وانظر «معجم ما استعجم» (٣/ ٧٣٢) و «صفة جزيرة العرب» ص (٩٧) وهو واد من أودية اليمن.
[٢] كذا في «آ» و «ط» : «ذيبين» وفي «غربال الزمان» : «دينين» ولم أقف على ذكر لأي من الوجهين في المصادر التي بين يدي، ولعلها: «الذّنانين» وهو ماء من مياه ماويّة باليمن، أو «الذنبتين» انظر «فهرس طبقات فقهاء اليمن» ص (٣١٤) والله أعلام بالصواب.
[٣] انظر «العبر» (٥/ ٢١٢) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٢٩١- ٢٩٣) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٧٢) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٢٤٩- ٢٥٤) و «عقد الجمان» (١/ ٩٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>