للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا نار قلبي من نار لحرب وغى ... شبّت عليه ووافى الرّبع إعصار

علا الصّليب على أعلى منابرها ... وقام بالأمر من يحويه زنّار

وكم حريم سبته التّرك غاصبة ... وكان من دون ذاك السّتر أستار

وكم بدور على البدريّة انخسفت؟ ... ولم يعد لبدور منه إبدار

وكم ذخائر أضحت وهي شائعة؟ ... من النّهاب وقد حازته كفّار

وكم حدود أقيمت من سيوفهم ... على الرّقاب وحطّت فيه أوزار

ناديت والسّبي مهتوك تجرّهم [١] ... إلى السّفاح من الأعداء دعّار [٢]

ولما فرغ هولاكو [٣] من قتل الخليفة وأهل بغداد، أقام على العراق نوّابه، وكان ابن العلقمي حسّن لهم أن يقيموا خليفة علويا فلم يوافقوه، واطّرحوه، وصار معهم في صورة بعض الغلمان، ومات كمدا، لا رحمه الله.

وهو مؤيد الدّين محمد بن أحمد [٤] ، وزير الإمام المستعصم بالله [٥] . كان فاضلا، متغاليا في التشيع إلى غاية ما يكون عامل التتار ليظفر ببغيته، لم ينل منهم ذلك. وكان ينشد وهو في حالة الهوان:

وجرى القضاء بعكس ما أمّلته

ثم أرسل هولاكو [٦] إلى الناصر صاحب دمشق كتابا صورته: يعلم


[١] في «تاريخ الخلفاء» : «تجرّ بهم» .
[٢] في «آ» و «ط» : «دعّاز» وأثبت لفظ «تاريخ الخلفاء» .
[٣] في «آ» و «ط» : «هلاكو» .
[٤] قال العلّامة الزركلي رحمه الله في تعليقه على ترجمته في «الأعلام» (٨/ ٣٢١) : قلت:
والمصادر مختلفة في تسميته «محمد بن أحمد» أو «محمد بن محمد» ولعل الصواب الأول، ومن سمّاه «محمد بن محمد» قد يلقبه بعز الدّين، وعز الدّين «محمد» ابنه، ولي الوزارة للتتار بعده.
[٥] انظر «فوات الوفيات» (٣/ ٢٥٢- ٢٥٥) و «الوافي بالوفيات» (١/ ١٨٤- ١٨٦) .
[٦] في «آ» و «ط» : «هلاكو» .

<<  <  ج: ص:  >  >>