للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة ثلاث وستمائة، وأجاز له المؤيد الطّوسي، وسمع ببغداد من القطيعي. وكان حنفيا، فاضلا، مناظرا، ذكيا، بصيرا بالأدب، بديع النظم، كثير المحاسن، ملك دمشق بعد أبيه، ثم أخذها منه عمّه الأشرف، فتحول إلى مدينة الكرك فملكها إحدى عشرة سنة، ثم عمل عليه ابنه، وسلّمها إلى صاحب مصر الصّالح وزالت مملكته. وكان جوادا، ممدحا.

ومن شعره يفضّل الجارية على الغلام:

أحبّ الغادة الحسناء ترنو ... بمقلة جؤذر فيها فتور

ولا أصبو إلى رشأ غرير ... وإن فتن الورى الرّشأ الغرير

وأنّى يستوي شمس وبدر ... ومنها يستمدّ ويستنير

وهل تبدو الغزالة في سماء ... فيظهر عندها للبدر نور

وله:

قلبي وطرفك قاتل وشهيد ... ودمي على خدّيك منه شهود

يا أيّها الرّشأ الذي لحظاته ... كم دونهنّ صوارم وأسود

ومن العجائب أنّ قلبك لم يلن ... لي والحديد ألانه داود

توفي- رحمه الله- بظاهر دمشق، بقرية البويضاء [١] ، ودفن عند والده الملك المعظم في جمادى الأولى، وكانت أمّه خوارزمية، عاشت بعده مدة.

وفيها بهاء الدّين زهير بن محمد بن علي بن يحيى الصّاحب المنشئ أبو الفضل وأبو العلاء الأزديّ المهلّبيّ المكّيّ ثم القوصيّ [٢] الكاتب، له «ديوان» مشهور.


[١] قرية بالقرب من دمشق إلى الشرق منها. انظر «غوطة دمشق» للعلّامة كرد علي ص (٢١) .
[٢] انظر «وفيات الأعيان» (٢/ ٣٣٢- ٣٣٨) و «العبر» (٥/ ٢٣٠) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٣٥٥- ٣٥٦) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٧٤) و «عيون التواريخ» (٢٠/ ١٨١-

<<  <  ج: ص:  >  >>