للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة اثنتين وستمائة بمصر، وكان فاضلا، كثير الخير والصدقات، ذا مروءة.

ومن شعره:

بشرى لأهل الهوى عاشوا به سعدا ... وإن يموتوا فهم من جملة الشّهدا

شعارهم رقّة الشّكوى ومذهبهم ... أن الضّلالة تيه [١] في الغرام هدى

عيونهم في ظلام اللّيل ساهرة ... عبرى وأنفاسهم تحت الدّجى صعدا

تجرّعوا كأس خمر الحبّ مترعة ... ظلّوا سكارى فظنّوا غيّهم رشدا

وعاسل القدّ معسول مقبّله ... كالغصن لما انثنى والبدر حين بدا

نادمته وثغور البرق باسمة ... والغيث ينزل منحلّا ومنعقدا

كأنّ جلّق حيّا الله ساكنها ... أهدت إلى الغور [٢] من أزهارها مددا

فاسترسل الجوّ منهلّا يزيد على ... ثوري [٣] ويعقد محلول النّدى بردى

ومن شعره أيضا:

بين الجفون مصارع العشّاق ... فخذوا حذاركم من الأحداق

فهي السّهام بل السّيوف وإنّها ... أمضى وأنكى في حشا المشتاق

توفي- رحمه الله- في تاسع المحرم بدمشق، ودفن بقاسيون.

وفيها النّشبيّ المحدّث شمس الدّين أبو الحسن علي بن المظفّر بن


٥٦) و «البداية والنهاية» (١٣/ ١٩٧- ١٩٨) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٦٤- ٦٥) و «الأعلام» (٤/ ٣١٥) .
قلت: وسمي بالمشدّ لأنه تولى شدّ الدواوين بمصر والشام كما في «فوات الوفيات» و «النجوم الزاهرة» . ومعنى شدّ الدواوين: أن يكون صاحبها رفيقا للوزير، متحدثا في استخلاص الأموال، وما في معنى ذلك. انظر «صبح الأعشى» (٤/ ٢٢) .
[١] في «عيون التواريخ» : «فيه» .
[٢] كذا في «آ» و «عيون التواريخ» : «إلى الغور» وفي «ط» : «إلى النور» وهو خطأ.
[٣] تحرفت في «عيون التواريخ» إلى «نور» فتصحح و «ثوري» أحد فروع نهر بردى بدمشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>