للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأتابكي [١] مملوك نور الدّين أرسلان شاه بن عز الدّين مسعود، صاحب الموصل. كان مدبّر دولة أستاذه ودولة ولده القاهر مسعود، فلما مات القاهر سنة خمس عشرة وستمائة، أقام بدر الدّين ولد القاهر صورة، وبقي أتابكه مدة، ثم استقلّ بالسلطنة، وكان صارما، شجاعا، مدبّرا، خبيرا. توفي في شعبان، وقد نيّف على الثمانين، وانخزم [٢] نظام بلده من بعده.

ومنها ابن الشّيرجي الصّدر نجم الدّين مظفّر بن محمد بن إلياس الأنصاري الدمشقي [٣] . ولي تدريس العصرونية والوكالة، وحدّث عن الخشوعي وجماعة، وولي أيضا الحسبة ونظر الجامع، وتوفي في آخر السنة.

وفيها العدل بهاء الدّين محمد بن مكّي القرشي الصّالحي، عرف بابن الدّجاجيّة [٤] . كان فاضلا، وله نظم جيد [٥] .

وفيها الشيخ يوسف القمّيني المولّه [٦] .

قال الذهبي في «العبر» الذي تعتقده العامة أنه وليّ الله [٧] ، وحجّتهم الكشف والكلام على الخواطر. وهذا شيء يقع من الكاهن والرّاهب والمجنون الذي له قرين من الجنّ، وقد كثر هذا في عصرنا، والله المستعان.

وكان يوسف يتنجّس ببوله ويمشي حافيا ويأوي أقميم [٨] حمّام نور الدّين ولا يصلي. انتهى.


[١] انظر «العبر» (٥/ ٢٤٠) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٣٥٦- ٣٥٨) .
[٢] تحرفت في «ط» إلى «وانخرط» .
[٣] انظر «العبر» (٥/ ٢٤٠) و «الدارس في تاريخ المدارس» (١/ ٤٠٣) .
[٤] انظر «الوافي بالوفيات» (٥/ ٥٨- ٥٩) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٧١) .
[٥] انظر نموذجا من شعره في ص (٤٩٢) من هذا المجلد.
[٦] انظر «ذيل الروضتين» ص (٢٠٢) و «العبر» (٥/ ٢٤٠) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٣٠٢- ٣٠٣) و «البداية والنهاية» (١٣/ ٢١٦) وعنده «كان يعرف بالأقميني» .
[٧] في «العبر» بطبعتيه: «أنه وليّ» .
[٨] في «العبر» بطبعتيه: «قمين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>