للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها ابن الأبّار الحافظ العلّامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي الأندلسي البلنسي [١] ، الكاتب الأديب، أحد أئمة الحديث. قرأ القراءات، وعني بالأثر، وبرع في البلاغة والنظم والنثر. وكان ذا جلالة ورئاسة. قتله صاحب تونس ظلما في العشرين من المحرّم، وله ثلاث وستون سنة.

وفيها أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الجمّاعيلي الحنبلي [٢] . سمع من محمد بن حمزة بن أبي الصقر، وعبد الرزاق النجّار، ويحيى الثّقفي، وغيرهم. وكان آخر من روى بالإجازة عن شهدة، وهو شيخ صالح متعفف، تال لكتاب الله تعالى، يؤمّ بمسجد ساوية [٣] من عمل نابلس، فاستشهد على يد التتار في جمادى الأولى، وقد نيّف على التسعين. قاله الذهبي.

وفيها الملك الكامل ناصر الدّين محمد بن الملك المظفّر شهاب الدّين غازي بن العادل [٤] ، صاحب ميّافارقين. ملك سنة خمس وأربعين وستمائة، وكان عالما، فاضلا، شجاعا، عادلا، محسنا إلى الرعية. ذا عبادة وورع، ولم يكن في بيته من يضاهيه، حاصرته التتار عشرين شهرا حتى فني أهل البلد بالوباء والقحط، ثم دخلوا وأسروه، فضرب هولاكو [٥] عنقه بعد


[١] انظر «العبر» (٥/ ٢٤٨) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٣٣٦- ٣٣٩) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٧٥) .
[٢] انظر «العبر» (٥/ ٢٤٩) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٣٤٢- ٣٤٣) و «الوافي بالوفيات» (٤/ ٦١) .
[٣] قال الأستاذ الفاضل محمد محمد شرّاب في كتابه القيم «معجم بلدان فلسطين» ص (٤٤٢) :
السّاوية: قرية تقع جنوب شرقي نابلس على بعد ثمانية عشر كيلو مترا منها.
[٤] انظر «العبر» (٥/ ٢٤٩- ٢٥٠) و «الوافي بالوفيات» (٤/ ٣٠٦- ٣٠٧) .
[٥] في «آ» و «ط» : «هلاكو» .

<<  <  ج: ص:  >  >>