للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوليها عشر سنين، وفي سنة اثنتين وخمسين [١] دخل بابنة السّلطان علاء الدّين صاحب الرّوم، وهي بنت خالة أبيه العزيز.

وكان حليما، جوادا، موطّأ الأكناف، حسن الأخلاق، محببا إلى الرّعية، فيه عدل في الجملة، وقلة جور وصفح. وكان الناس معه في بلهنية من العيش، لكن مع إدارة الخمر والفواحش. وكان للشعراء دولة بأيّامه، لأنه كان يقول بالشعر ويجيز عليه. ومجلسه مجلس ندماء وأدباء. خدع وعمل عليه حتّى وقع في قبضة التتار، فذهبوا به إلى هولاكو [٢] فأكرمه، فلما بلغه كسرة جيشه على عين جالوت غضب وتنمّر وأمر بقتله، فتذلّل له، وقال:

ما ذنبي؟ فأمسك عن قتله، فلما بلغه كسرة بيدرا [٣] على حمص استشاط غضبا وأمر بقتله وقتل أخيه الظّاهر، وقيل: بل قتله في الخامس والعشرين من شوال سنة ثمانية، وكان أبيض، حسن الشّكل. قاله الذهبي.

وقال ابن شهبة في «تاريخ الإسلام» : قتل معه جميع أتباعه وأقاربه، ومن جملتهم أخوه الملك الظّاهر غازي وولده العزيز، وهو- أي النّاصر- آخر ملوك بني أيوب [٤] . وبني بدمشق داخل باب الفراديس مدرسة في غاية الحسن، ووقف عليها أوقافا جليلة، وبنى بجبل الصّالحية رباطا وتربة، وهي عمارة عظيمة، ما عمر مثلها. أحضر لها من حلب من الرّخام والأحجار شيئا كثيرا، وغرم عليها أموالا عظيمة، ونهر يزيد جار فيها.


[١] لفظة «وخمسين» سقطت من «ط» .
[٢] في «آ» و «ط» : «هلاكو» .
[٣] في «آ» و «ط» : «بندرا» والتصحيح من هامش «آ» و «العبر» وأثبت في هامش «آ» أيضا بخط مغاير: «وهو ملك التتار» .
[٤] جاء في هامش «آ» بخط مغاير ما نصه: قوله: «وهو آخر ملوك بني أيوب» هذا غلط وذهول، فإنه سيأتي في هذا الكتاب ترجمة جماعة من ملوك بني أيوب، كالمغيث، والأمجد، والمنصور، فكيف يكون آخرهم؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>