للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها نقيب الأشراف بهاء الدّين أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد الحسيني بن أبي الجنّ [١] . سمع حضورا، وله أربع سنين من يحيى الثّقفي، وابن صدقة، وتوفي في رجب.

وفيها ابن العديم الصّاحب العلّامة كمال الدّين أبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة العقيلي الحلبي [٢] . من بيت القضاء والحشمة.

ولد سنة بضع وثمانين وخمسمائة، وسمع من ابن طبرزد، وبدمشق من الكندي، وببغداد، والقدس، والنّواحي. وأجاز له المؤيد وخلق. وكان قليل المثل، عديم النّظير فضلا ونبلا، ورأيا وحزما، وذكاء وبهاء، وكتابة وبلاغة.

درّس وأفتى وصنّف، وجمع «تاريخا» لحلب في نحو ثلاثين مجلدا [٣] . وولي خمسة من أيّامه على نسق القضاء، وقد ناب في سلطنة دمشق، وعلّم عن الملك النّاصر. وكان خطّه في غاية الحسن. باع النّاس منه شيئا كثيرا على أنه خطّ ابن البواب. وكانت له معرفة تامة بالحديث، والتاريخ، وأيّام الناس.

وكان حسن الظنّ بالفقراء والصالحين.


[١] انظر «العبر» (٥/ ٢٦١) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٧٦) .
[٢] انظر «معجم الأدباء» (١٦/ ٥- ٥٧) و «العبر» (٥/ ٢٦١) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ، ص (٢٧٦) و «فوات الوفيات» (٣/ ١٢٦- ١٢٩) و «البداية والنهاية» (١٣/ ٢٣٦) و «النجوم.
الزّاهرة» (٧/ ٢٠٨- ٢١٠) ، و «حسن المحاضرة» (١/ ٤٦٦) و «درّ الحبب» (١/ ١٠) .
[٣] قلت: وسمّاه «بغية الطلب في تاريخ حلب» قال ابن شاكر الكتبي: أدركته المنية قبل إكمال تبييضه واختصره في كتاب آخر سمّاه: «زبدة الحلب في تاريخ حلب» وقد طبع المجلد الأول من «المختصر» ذكر ذلك العلّامة الزركلي في «الأعلام» (٥/ ٤٠) .
وقال ابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة» : وذيّل عليه- يعني على «بغية الطلب» - القاضي علاء الدّين ابن خطيب النّاصرية، قاضي القضاة الشافعية بحلب ذيلا إلا أنه قصير إلى الرّكبة، وقفت عليه فلم أجده جال حول الحمى، ولا سلك فيه مسلك المذيّل عليه من الشروط، إلّا أنّه أخذ علم التاريخ بقوة الفقه، على أنه كان من الفضلاء العلماء، ولكنه ليس من خيل هذا الميدان، وكان يقال في الأمثال: من مدح بما ليس فيه، فقد تعرّض للضّحكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>