للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعرف تلك المحلّة بالقيمريّة [١] تسمية لها باسم المدرسة. كان بطلا شجاعا، رئيسا، عادلا، جوادا. وهو الذي ملك دمشق للناصر.

توفي مرابطا بالسّاحل في ربيع الأول.

وفيها أبو شامة، العلّامة المجتهد، شهاب الدّين أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي ثم الدّمشقي [٢] الشّافعي، المقرئ النحوي المؤرّخ، صاحب التصانيف.

ولد سنة تسع وتسعين وخمسمائة في أحد ربيعيها بدمشق، وسمّي بأبي شامة لشامة كبيرة كانت فوق حاجبه الأيسر، وختم القرآن وله دون عشر سنين، وأتقن فنّ القراءة على السّخاوي وله ست عشرة سنة، وسمع الكثير، حتّى عدّ في الحفّاظ. وسمع من الموفق وطائفة، وأخذ عن الشيخ عزّ الدّين ابن عبد السّلام.

قال الذهبي: كتب الكثير من العلوم، وأتقن الفقه، ودرّس وأفتى، وبرع في فنّ العربية. وذكر أنه حصل له الشيب وهو ابن خمس وعشرين سنة، وولي مشيخة القراءة بالتّربة الأشرفية، ومشيخة الحديث بالدّار الأشرفية. وكان مع كثرة فضائله متواضعا مطّرحا للتكلف، وربما ركب الحمار بين المداوير. وقرأ عليه القراءة جماعة. ومن تصانيفه «شرح الشّاطبية» ومختصرا [٣] تاريخ دمشق، أحدهما في خمسة عشر مجلدا، والآخر في


[١] قلت: وقد تحرف اسم المحلّة عند العوام إلى «القيمريّة» بكسر القاف وفتح الميم وكسر الراء وبالياء المشدّدة.
[٢] انظر «العبر» (٥/ ٢٨٠- ٢٨١١) و «معرفة القراء الكبار» (٢/ ٦٧٣- ٦٧٤) و «دول الإسلام» (٢/ ١٧٠) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٧٨) و «الوافي بالوفيات» (١٨/ ١١٣- ١١٦) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ١١٨- ١١٩) و «البداية والنهاية» (١٣/ ٢٥٠- ٢٥١) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ١٦٩- ١٧١) .
[٣] في «آ» : «ومختصري» وأثبت لفظ «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>