للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال غيره: تخرّجت به الطلبة، وجمعت عنه الفتاوى المشهورة به.

وقال ابن شهبة في «تاريخ الإسلام» : ولي نيابة الحكم عن الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام، فلما عزل نفسه استقلّ بها، وكانت له أموال [١] كثيرة اكتسبها من المتجر.

حكى هو قال: جاءني شخص من خواصّ الملك المعظّم صاحب الجزيرة وقال: الليلة السلطان يريد القبض عليك، وكان عندي سبعون ألف درهم، فأخذتها وتركتها في قماقم [٢] لماء [٣] الورد، وخرجت من البلد بعد صلاة العصر، وقصدت المقابر، فوجدت قبرا مفتوحا، فدخلت فيه وأقمت فيه ثلاثة أيّام، فبينا أنا جالس وإذا جنازة أحضرت إلى ذلك القبر الذي أنا فيه، ففتحوا الطّاقة وأنزلوا الميّت وسدّوا الطّاقة، فلما انصرفوا جلس الميّت، فنظرت إليه والماء يقطر من ذقنه، وبقي ساعة يتكلم بكلام لا أعرفه، ثم استلقى على قفاه، فحصل عندي غاية الخوف، ثم خرّبت الطّاقة وخرجت وجلا مما شاهدت، فوجدت أكرادا قاصدين حلب، فصحبتهم وأقمت بها مدة، ثم قصدت الدّيار المصرية. وفي ليلة تغيّبت، كبسوا داري فلم يجدوني، ونادوا على من يحضرني، ولقد رأيت الجند غائرين يفتشون عليّ.

توفي- رحمه الله تعالى- بمصر فجأة وخلّف من العين ثلاثين ألف دينار.

وفيها ابن خطيب بيت الآبار [٤] ضياء الدّين أبو الطّاهر يوسف بن


[١] تحرفت في «آ» إلى «أمور» .
[٢] جاء في «المعجم الوسيط» (٢/ ٧٦٠) : القمقم: إناء صغير من نحاس أو فضّة أو خزف صينيّ يجعل فيه ماء الورد.
[٣] في «آ» و «ط» : «قماقم الماء» وما أثبته يقضيه السياق.
[٤] بيت الآبار: جمع بئر، قرية يضاف إليها كورة من غوطة دمشق فيها عدة قرى، خرج منها غير-

<<  <  ج: ص:  >  >>