للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان رأسا في علم الأوائل، ذا منزلة من هولاكو [١] .

قال العلّامة شمس الدّين بن القيم في كتابه «إغاثة اللهفان من مكايد الشيطان» [٢] ما لفظه: لما انتهت النّوبة إلى نصير الشّرك والكفر والإلحاد [٣] وزير الملاحدة، النّصير الطّوسي، وزير هولاكو [٤] شفا نفسه من أتباع الرّسول [- صلى الله عليه وسلم-] وأهل دينه [٥] ، فعرضهم على السّيف، حتّى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو، فقتل الخليفة، والقضاة، والفقهاء، والمحدّثين.

واستبقى الفلاسفة، والمنجّمين، والطبائعيّين، والسّحرة، ونقل أوقاف المدارس، والمساجد، والرّبط إليهم، وجعلهم خاصّته وأولياءه. ونصر في كتبه قدم العالم، وبطلان المعاد، وإنكار صفات الرّبّ جلّ جلاله، من علمه، وقدرته، وحياته، وسمعه، وبصره، [وأنّه لا داخل العالم ولا خارجه، وليس فوق العرش إله يعبد البتة] .

واتخذ للملاحدة مدارس، ورام جعل إشارات إمام الملحدين ابن سينا مكان القرآن، فلم يقدر على ذلك، فقال: هي قرآن الخواصّ، وذلك قرآن العوام، ورام تغيير الصّلاة وجعلها صلاتين، فلم، يتمّ له الأمر، وتعلم السّحر في آخر الأمر، فكان ساحرا يعبد الأصنام. انتهى بلفظه.

توفي في ذي الحجّة ببغداد، وقد نيّف على الثمانين.

وفيها الشيخ سيف الدّين يحيى بن النّاصح عبد الرحمن بن النّجم ابن الحنبلي [٦] .


[١] في «آ» و «ط» : «هلاكو» .
[٢] (٢/ ٢٦٧) بتحقيق الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله، طبعة البابي الحلبي، وما بين الحاصرتين مستدرك منه.
[٣] في «إغاثة اللهفان» : «الملحد» .
[٤] في «آ» و «ط» : «هلاكو» .
[٥] في «آ» و «ط» : «وأهل دينهم» والتصحيح من «إغاثة اللهفان» .
[٦] انظر «العبر» (٥/ ٣٠٠- ٣٠١) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٢٨٥- ٢٨٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>