للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الشيخ تاج الدّين عبد الرحمن بن الفركاح الفزاري يتردد إليه في كثير من الأوقات، وله به اختصاص.

قال ولده الشيخ برهان الدّين: كنت أروح مع والدي إلى زيارته بمنين [١] ، ورأيته يجلس بين يديه في جمع كثير ويستغرق في وقته في الكلام مغربا لا يفهمه أحد من الحاضرين بألفاظ غريبة.

وقال الشيخ تاج الدّين المذكور: الشيخ جندل من أهل الطريق وعلماء التحقيق، اجتمعت به في سنة إحدى وستين وستمائة، فأخبرني أنه بلغ من العمر خمسا وتسعين سنة، وكان يقول: طريق القوم واحد، وإنما يثبت عليه ذوو العقول الثابتة. وقال: المولّه منفيّ ويعتقد أنه واصل، ولو علم أنه منفيّ لرجع عما هو عليه.

وقال: ما تقرّب أحد إلى الله عزّ وجلّ بمثل الذّل والتّضرّع والانكسار.

وقال ابن كثير: كانت له عبادة وزهادة وأعمال صالحة. وكان الناس يتردّدون إلى زيارته.

وزاره الملك الظّاهر بيبرس مرّات، وكذلك الأمراء بمنين.

وكان يقول: السماع وظيفة أهل البطالة.

توفي في رمضان، ودفن بزاويته المشهورة بقرية منين، ومات وله من العمر مائة وتسع سنين، رحمه الله.

وفيها ابن الفويرة [٢] بدر الدّين محمد بن عبد الرحمن بن محمد


[١] منين: مصيف إلى الشمال الشرقي من دمشق على بعد ثمانية عشر كيلو مترا منها. انظر «معجم البلدان» (٥/ ٢١٨) .
[٢] قال صاحب «الجواهر المضية» : الفويرة: بكسر الراء المهملة واشتهر بين الناس بفتح الراء، كذا قال لي شيخنا قطب الدّين- يعني عبد الكريم بن عبد النّور الحلبي المتوفى سنة (٧٣٥ هـ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>