للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم العادات، ذو الباع الطويل في التصرف النافذ، واليد البيضاء في أحكام الولاية، والقدم الرّاسخ في درجات النهاية. انتهت إليه رئاسة الكلام على خواطر الأنام، وكان يتكلم بجميع اللّغات من عجمي، وسرياني، وغيرهما.

وذكر عنه أنه كان يعرف لغات الوحش والطّير، وأنه صام في المهد، وأنه رأى في اللّوح المحفوظ وهو ابن سبع سنين، وأنه فكّ طلسم السبع المثاني، وأن قدمه لم تسعه الدنيا، وأنه ينقل اسم مريده من الشقاوة إلى السعادة، وأن الدّنيا جعلت في يده كخاتم.

وقال: توليت القطبانية، فرأيت المشرقين والمغربين، وما تحت التخوم [١] وصافحت جبريل [٢] .

ومن كلامه: لا تكليف على من غاب بقلبه في حضرة ربّه ما دام فيها، فإذا ردّ له عقله صار مكلّفا.

وقال: عليك بالعمل بالشرع وإيّاك وشقشقة اللّسان بالكلام في الطريق دون التخلق بأخلاق أهلها.

قاله الشيخ عبد الرؤوف المناوي في «طبقاته» .

وفيها الكمال بن فارس أبو إسحاق إبراهيم بن الوزير نجيب الدّين أحمد بن إسماعيل بن فارس التّميميّ الإسكندرانيّ [٣] المقرئ الكاتب، آخر من قرأ بالرّوايات على الكندي.


[١] في «آ» : «النجوم» . قال في «مختار الصحاح» (تخم) : التّخم- بالفتح- منتهى كل قرية أو أرض وجمعه تخوم.
[٢] هذا كله من المبالغات التي ما كانت لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لتكون للمتأخرين من أمثال المترجم، أسأل الله السدّاد والتثبيت على النهج السليم نهج السّلف الصالح ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
[٣] انظر «غاية النهاية» (١/ ٦) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٢٧٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>