للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة ست وتسعين وخمسمائة، وتوفي في صفر، وكان فيه خير وتدين، ترك بعض النّاس الأخذ عنه لتوليه نظر بيت المال.

وفيها بيليك الخزندار الظّاهري [١] ، نائب سلطنة مولاه. كان نبيلا، عالي الهمّة، وافر العقل، محبّبا إلى النّاس، ينطوي على دين ومروءة ومحبة للعلماء الصّلحاء والزّهّاد، ونظر في العلوم والتواريخ، رقّاه أستاذه إلى أعلى الرّتب، واعتمد عليه في مهمّاته. قيل: إن شمس الدّين الفارقاني الذي ولي نيابة السلطنة سقاه السّمّ باتفاق مع أمّ الملك السعيد، فأخذه قولنج عظيم، وبقي به أيّاما، وتوفي بمصر في سابع ربيع الأول.

وفيها الشيخ خضر بن أبي بكر المهراني- بالكسر والسكون، نسبة إلى مهران جدّ- العدويّ [٢] ، شيخ الملك الظّاهر. كان له حال وكشف ونفس مؤثرة. مع سفه فم [٣] ومزاح، تغيّر عليه السلطان بعد شدّة خضوعه له، وانقياده لأوامره وإرادته، لأنه كان يخبره بأمور قبل وقوعها، فتقع على ما يخبره.

منها: أنه لما توجه الظّاهر إلى الرّوم، سأله قشتمر العجميّ فقال له [٤] الشيخ خضر: يظفر على الرّوم ويرجع إلى الشام فيموت بها بعد أن أموت أنا بعشرين يوما، فكان كما قال [٥] .

وكان سبب تغير السلطان عليه، أنه نقل بعض أصحاب الشيخ خضر أمورا لا تليق به، فأحضره ليحاققوه، فأنكر، فاستشار الأمراء في أمره،


[١] انظر «العبر» (٥/ ٣٠٩) و «البداية والنهاية» (١٣/ ٢٧٧) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٢٧٩) .
[٢] انظر «العبر» (٥/ ٣٠٩- ٣١٠) و «البداية والنهاية» (٣/ ٢٧٨) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٢٧٩) و «غربال الزمان» ص (٥٥٦) .
[٣] في «العبر» : «مع سفه فيه» .
[٤] لفظة «له» لم ترد في «آ» .
[٥] أقول: وهذا أيضا من المبالغات التي لا يتجوز (ع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>