للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأشاروا عليه بقتله، فقال الشيخ خضر- وهو بعيد عنهم-: اسمع ما أقول لك، أنا أجلي قريب من أجلك، من مات قبل صاحبه لحقه الآخر، فوجم السلطان، ورأى أن يحبسه، فحبسه في القلعة وأجرى عليه المآكل المفتخرة، وبنى له زاوية بخطّ الجامع الظّاهري في الحسينية، فمات سادس المحرم ودفن بزاويته في الحسينية.

وفيها أبو أحمد زكي بن الحسن البيلقاني [١]- بفتح الموحدة واللّام والقاف، وسكون التحتية، آخره نون، نسبة إلى البيلقان مدينة بالدّربند-.

كان شافعيا، فقيها، بارعا، مناظرا، متقدما في الأصلين والكلام. أخذ عن فخر الدّين الرّازي، وسمع من المؤيد الطّوسي، وكان صاحب ثروة وتجارة، عمّر دهرا، وسكن اليمن، وتوفي بعدن.

وفيها البرواناه الصّاحب معين الدّين سليمان بن علي [٢] . وزر أبوه لصاحب الرّوم علاء الدّين كيقباذ، ولولده. فلما مات ولي الوزارة بعده معين الدّين هذا سنة بضع وأربعين وستمائة، فلما غلبت التتار على الرّوم ساس الأمور، وصانع التتار، وتمكن من الممالك بقويّ إقدامه وقوة دهائه، إلى أن دخل المسلمون وحكموا على مملكة الرّوم، ونسب إلى البرواناه مكاتيبهم، فقتله أبغا في المحرم.

وفيها عزّ الدّين عبد السلام بن صالح البصري، عرف بابن الكبوش [٣] الشّاعر المشهور، وشعره في غاية الرّقّة.

فمنه:

أدر ما بيننا كأس الحميّا ... بكفّ مقرطق طلق المحيّا


[١] انظر «العبر» (٥/ ٣١٠) و «مرآة الجنان» (٤/ ١٧٨) .
[٢] انظر «العبر» (٥/ ٣١٠) .
[٣] لم أقف على ترجمة له فيما بين يدي من المصادر والمراجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>