للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأعباء الأمور، مع الدّين، والعفّة، والصّفات الحميدة، والأموال الكثيرة.

وكان لا يقبل لأحد هدية إلّا أن يكون من الفقراء والصلحاء للتبرّك، وكان من حسنات الزّمان، توزّر للملك الظّاهر ولولده السعيد، ورزق أولادا، ومات وهو جدّ جدّ، وبنى مدرسة بزقاق القناديل بمصر، وابتلي بفقد ولديه الصّدرين فخر الدّين ومحيي الدّين، فصبر وتجلّد. وكان يهشّ للمديح.

قال فيه الفارقي:

وقائل قال لي نبّه لها عمرا ... فقلت: إن عليّا قد تنبّه لي

ما لي إذا كنت محتاجا إلى عمر ... من حاجة فلينم حتّى انتباه علي

توفي في ذي القعدة وله أربع وسبعون سنة.

وفيها الحكيم الفاضل موفق الدّين عبد الله بن عمر، المعروف بالورن [١] ، الفاضل الأديب. له مشاركة في علوم كثيرة. وكان أكثر إقامته ببعلبك، وسافر إلى مصر فلم تطل مدته. أخذه قولنج فمات.

ومن شعره:

يذكّرني نشر الحمى بهبوبه ... زمانا عرفنا كلّ طيب بطيبه

ليال سرقناها من الدّهر خلسة ... وقد أمنت عيناي عين رقيبه

فمن لي بذاك العيش لو عاد وانقضى ... ليسكن [٢] قلبي ساعة من وجيبه

ألا إنّ لي شوقا إلى ساكن الغضا ... أعيذ الغضا من حرّه ولهيبه


[١] في «آ» و «ط» : «المعروف بالورل» وفي «المنتخب» لابن شقدة (١٨٩/ ب) : «المعروف بالورك» وكلاهما خطأ، والتصحيح من «الوافي بالوفيات» (١٧/ ٣٧٥) و «فوات الوفيات» (٢/ ٢١١) وانظر «النجوم الزاهرة» (٧/ ٢٨٢) .
[٢] في «فوات الوفيات» : «وسكّن» .

<<  <  ج: ص:  >  >>