للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها: أن ابن معطي قيل له في النّوم: اذهب إلى الفقيه إسماعيل الحضرمي واقرأ عليه النّحو، فلما انتبه تعجّب لكون الحضرميّ لا يحسنه، ثم قال: لا بدّ من الامتثال، فدخل عليه وعنده جمع يقرؤون الفقه، فبمجرد رؤياه، قال: أجزتك بكتب النّحو، فصار لا يطالع فيه شيئا إلّا عرفه بغير شيخ.

ومنها أنه قصد بلدة زبيد، فكادت الشّمس تغرب، وهو بعيد عنها، فخاف أن تغلق أبوابها، فأشار إلى الشّمس فوقفت [١] ، حتّى دخل المدينة.

وإليه أشار الإمام اليافعيّ بقوله:

هو الحضرمي نجل الوليّ محمد ... إمام الهدى نجل الإمام محمد

ومن جاهه أومأ إلى الشّمس أن قفي ... فلم تمش حتّى أنزلوه بمقعد

ومنها أنه زار مقبرة زبيد، فبكى كثيرا، ثم ضحك، فسئل، فقال:

كشف لي، فرأيتهم يعذّبون، فشفعت فيهم. فقالت صاحبة هذا القبر: وأنا معهم يا فقيه، قلت: من أنت؟ قالت: فلانة المغنيّة، فضحكت وقلت:

وأنت.

ومنها أن بعض الصّلحاء رأى المصطفى، صلى الله عليه وسلم، فقال له: «من قبّل قدم الحضرميّ دخل الجنّة» [٢] فبلغ الحكميّ مفتي زبيد، فقصده ليقبّلها، فلما وقع بصره عليه، مدّ له رجليه. انتهى ملخصا.

وفيها الشيخ نجم الدّين بن الحكيم عبد الله بن محمد بن أبي الخير الحمويّ [٣] الصّوفي الفقير.

كان له زاوية بحماة ومريدون، وفيه تواضع وخدمة للفقراء، وأخلاق


[١] أقول: وهذا أيضا من المبالغات في الشطحات (ع) .
[٢] أقول: هذا حديث لا أصل له، وهو كذب مفترى، والأحكام الشرعية لا تؤخذ من المنامات (ع) .
[٣] انظر «العبر» (٥/ ٣٢٠) و «مرآة الجنان» (٤/ ١٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>