للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة ثلاث وستمائة في شعبان بحماة، واشتغل من الصّغر، فحفظ «التنبيه» في صغره، ثم حفظ «الوسيط» و «المفضّل» و «المستصفى» للغزّالي، إلى غير ذلك. وبرع في الفقه، والعربية، والأصول، وشارك في الخلاف [١] ، والمنطق، والكلام، والحديث وفنون العلم. وأفتى وله ثمان عشرة سنة.

وقدم دمشق، فلازم ابن الصّلاح، وقرأ القراءات على السّخاوي، وسمع منهما ومن غيرهما. وأخذ العربية عن ابن يعيش. وكان يفتي بدمشق في أيام ابن الصّلاح، ويؤمّ بدار الحديث، ثم ولي وكالة بيت المال في أيام النّاصر، مع تدريس الشّامية. ثم تحوّل من هولاكو [٢] إلى مصر، واشتغل، ودرّس بالظّاهرية، ثم ولي قضاء القضاة فلم يأخذ عليه رزقا تديّنا وورعا، ودرّس بالشّافعي وامتنع من أخذ الجامكيّة، وولي عدّة جهات، وظهرت فضائله الباهرة، وتفقه به عدّة أئمة، وانتفعوا بعلمه، وهديه، وسمته، وورعه، [وممن تخرّج به بدر الدّين بن جماعة. وحدّث عنه الدّمياطيّ والمصريّون، وكان يقصد بالفتاوى من النّواحي] [٣] .

وممن نقل عنه الإمام النّووي، وتوفي- رحمه الله تعالى- بالقاهرة في ثالث رجب.

وفيها الجمال بن الصّابوني الحافظ أبو حامد محمد بن علي بن محمود [٤] ، شيخ دار الحديث النّورية.


الكبرى» (٨/ ٤٦- ٤٧) و «الوافي بالوفيات» (٣/ ١٨- ١٩) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ١٨٧- ١٨٩) .
[١] لفظة «الخلاف» سقطت من «ط» .
[٢] في «آ» و «ط» : «هلاكو» .
[٣] ما بين الحاصرتين سقط من «ط» .
[٤] انظر «العبر» (٥/ ٣٣٢) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٨٣) و «مرآة الجنان» (٤/ ١٩٣) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٣٥٣) و «الدّارس في تاريخ المدارس» (١/ ١١٠- ١١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>