للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له المؤيّد الطّوسي وجماعة، وتفقه بالموصل على كمال الدّين بن يونس، وبالشّام على ابن شدّاد، ولقي كبار العلماء، وبرع في الفضائل والآداب، وسكن مصر مدّة، وناب في القضاء، ثم ولي قضاء الشام عشر سنين، وعزل بابن الصّايغ سنة تسع وستين، فأقام سبع سنين معزولا بمصر، ثم ردّ إلى قضاء الشام، ثم عزل ثانيا في أول سنة ثمانين، واستمر معزولا وبيده الأمينية والنّجيبية.

قال الشيخ تاج الدّين الفزاري في «تاريخه» : كان قد جمع حسن الصّورة، وفصاحة المنطق، وغزارة الفضل، وثبات الجأش، ونزاهة النّفس.

وقال الذّهبيّ: كان إماما، فاضلا، متقنا، عارفا بالمذهب، حسن الفتاوى، جيد القريحة، بصيرا بالعربية، علّامة في الأدب، والشعر، وأيّام الناس، كثير الاطلاع، حلو المذاكرة، وافر الحرمة، من سروات النّاس، كريما، جوادا، ممدّحا. وقد جمع كتابا نفيسا في وفيات الأعيان [١] . انتهى.

ولله درّ القائل:

ما زلت تلهج بالأموات تكتبها ... حتّى [٢] رأيتك في الأموات مكتوبا

ومن محاسنه أنه كان لا يجسر أحد أن يذكر أحدا عنده بغيبة.

حكي أنه جاءه إنسان فحدّثه في أذنه، أن عدلين في مكان يشربان الخمر، فقام من مجلسه ودعا برجل، وقال: اذهب إلى مكان كذا، وأمر من فيه بإصلاح أمرهما وإزالة ما عندهما، ثم عاد فجلس مكانه إلى أن علم أن نقيبه قد حضر، فدعا بذلك الرجل، وقال: أنا أبعث معك النّقيب فإن كنت


[١] وهو المعروف ب «وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان» وهو مطبوع عدة طبعات أفضلها الصادرة عن دار صادر ببيروت في ثمانية مجلدات بتحقيق الأستاذ الدكتور إحسان عبّاس، وهي طبعة جيدة مفهرسة.
[٢] في «ط» : «فقد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>