للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صادقا ضربتهما الحدّ، وإن كنت كاذبا أشهرتك وقطعت لسانك، وجهّز النّقيب معه، فلم يجدوا غير صاحب البيت وليس عنده شيء من ذلك، فأحضر الدّرّة وهدّده، فشفع النّقيب فيه، فقبل شفاعته، ثم أحضر له مصحفا وحلّفه أن لا يعود يقذف عرض مسلم.

وله النظم الفائق، فمنه قوله [١] :

يا سادتي إنّي قنعت وحقّكم ... في حبّكم منكم بأيسر مطلب

إن لم تجودوا بالوصال تعطّفا ... وقصدتم هجري وفرط تجنّبي

لا تحرموا عيني القريحة أن ترى ... يوم الخميس جمالكم في الموكب

قسما بوجدي في الهوى وتحرّقي ... وتحيّري وتلهّفي وتلهّبي

لو قلت لي جد لي بروحك لم أقف ... فيما أمرت وإن شككت فجرّب

وحياة وجهك وهو بدر طالع ... وبياض غرّتك التي كالغيهب

وبقامة لك كالقضيب ركبت من ... أخطارها في الحبّ أصعب مركب

لو لم أكن في رتبة أرعى لها ال ... عهد القديم صيانة للمنصب

لهتكت ستري في هواك ولذّ لي ... خلع العذار ولجّ فيك مؤنّبي

لكن خشيت بأن تقول عواذلي ... قد جنّ هذا الشيخ في هذا الصّبي

وله في ملاح يسبحون [٢] :

وسرب ظباء في غدير تخالهم ... بدورا بأفق الماء تبدو وتغرب

يقول خليلي والغرام مصاحبي ... أما لك عن [٣] هذي الصّبابة مذهب

وفي دمك المطلول خاضوا كما ترى ... فقلت له: دعهم يخوضوا ويلعبوا


[١] الأبيات في «الوافي بالوفيات» (٧/ ٣١٢) و «فوات الوفيات» (١/ ١١٢- ١١٣) مع بعض الخلاف.
[٢] الأبيات في «الوافي بالوفيات» (٧/ ٣١٣) و «فوات الوفيات» (١/ ١١٤) .
[٣] في «آ» : «في» .

<<  <  ج: ص:  >  >>