للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصنّف، وصار شيخ البلد بعد أبيه، وخطيبه، وحاكمه. وكان إماما محقّقا، كثير الفنون. له يد طولى في الفرائض، والحساب، والهيئة، ديّنا، متواضعا، حسن الأخلاق، جوادا، من حسنات العصر. تفقه عليه ولداه أبو العبّاس [١] وأبو محمد، وحدّثنا عنه على المنبر ولده، وكان قدومه إلى دمشق بأهله وأقاربه، مهاجرا سنة سبع وستين، وكان من أنجم الهدى، وإنما اختفى من نور القمر وضوء الشمس، يشير إلى أبيه وابنه.

وقال البرزالي: كان من أعيان الحنابلة، باشر بدمشق مشيخة دار الحديث السّكّرية بالقصّاعين، وبها كان يسكن، وكان له كرسيّ بالجامع يتكلم عليه أيام الجمع من حفظه، ولما توفي خلفه فيهما ولده أبو العبّاس [١] ، وله تعاليق وفوائد، ومصنّف في علوم عدّة. توفي ليلة الأحد سلخ ذي الحجّة، ودفن من الغد، يقال بسفح قاسيون.

وفيها الجمال الجزائري أبو محمد عبد الله بن يحيى الغسّاني [٢] ، المحدّث، نزيل دمشق. روى عن أبي الخطّاب ابن دحية، والسّخاوي وخلق، وكتب الكثير، وصار من أعيان الطّلبة، مع العبادة والتواضع. توفي في شوال.

وفيها شيخ الإسلام وبقية الأعلام شمس الدّين أبو الفرج وأبو محمد عبد الرحمن ابن القدوة الزّاهد أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي ثمّ الصّالحي الحنبلي [٣] .


[١] يعني شيخ الإسلام.
[٢] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «العتابي» والتصحيح من «العبر» (٥/ ٣٣٨) و «الوافي بالوفيات» (١٧/ ٦٧١) .
[٣] انظر «العبر» (٥/ ٣٣٨- ٣٣٩) و «الوافي بالوفيات» (١٨/ ٢٤٠- ٢٤٤) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٣٠٤- ٣١٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>