للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد في أول شوال، وقيل: في المحرم، سنة سبع وتسعين وخمسمائة بدير والده بسفح قاسيون، وسمع من أبيه وعمّه الشيخ موفق الدّين، ومن ابن طبرزد، وحنبل، وأبي اليمن الكندي، وأبي القاسم بن الحرستاني، وابن ملاعب، وجماعة مستكثرة، وأجاز له الصّيدلاني، وابن الجوزي، وجماعة، وسمع من أصحاب السّلفي، وعني بالحديث، وكتب بخطّه الأجزاء والطّباق، وتفقّه على عمّه شيخ الإسلام الموفق، وشرح كتاب عمّه «المقنع» في عشر مجلدات ضخمة، وأخذ الأصول عن السّيف الآمدي، ودرّس، وأفتى، وأقرأ العلم زمانا طويلا، وانتفع به الناس، وانتهت إليه رئاسة المذهب في عصره بل رئاسة العلم في زمانه، وكان معظّما عند الخاص والعام، عظيم الهيبة لدى الملوك وغيرهم، كثير الفضائل والمحاسن، متين الدّيانة والورع، وقد جمع المحدّث إسماعيل بن الخبّاز ترجمته وأخباره في مائة وخمسين جزءا.

قال الحافظ الذهبي: ما رأيت سيرة عالم أطول منها أبدا.

وقال الذهبي أيضا في «معجم شيوخه» [١] في ترجمة الشيخ شمس الدّين: شيخ الحنابلة، بل شيخ الإسلام، وفقيه الشام وقدوة العباد وفريد وقته ومن اجتمعت الألسن على مدحه والثّناء عليه، حدّث نحوا من ستين سنة، وكتب عنه أبو الفتح بن الحاجب، وقال: سألت عنه الحافظ الضياء فقال: إمام عالم خيّر. قال الذهبي: وكان الشيخ محيي الدّين النّواوي يقول:

هو أجلّ شيوخي.

وأول ما ولي مشيخة دار الحديث سنة خمس وستين وستمائة. حدّث عنه بها في حياته [٢] .


[١] انظر «معجم الشيوخ» للذهبي (١/ ٣٧٥- ٣٧٦) .
[٢] قوله «في حياته» سقط من «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>