للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن رجب: روى عنه [الشيخ] محيي الدّين النّووي في كتاب «الرّخصة في القيام» [١] له، فقال: أنبأ الشيخ الإمام المتفق على إمامته وفضله وجلالته، القاضي أبو محمد عبد الرحمن ابن الشيخ الإمام العالم العامل الزّاهد أبي عمر المقدسي، رضي الله عنه.

وقال الذهبي: وروى عنه أيضا الشيخ زين الدّين أحمد بن عبد الدّائم وهو أكبر منه وأسند. وذكره في «تاريخه الكبير» وأطال ترجمته، وذكر فضائله، وعباداته، وأوراده، وكرمه، ونفعه العام، وأنّه حجّ ثلاث مرّات، وكان آخرها قد رأى النّبيّ- صلى الله عليه وسلم- في المنام يطلبه، فحجّ ذلك العام، وحضر الفتوحات، وأنه كان رقيق القلب، سريع الدّمعة، [كريم النّفس] ، كثير الذّكر لله، والقيام بالليل، محافظا على صلاة الضّحى، ويصلي بين العشاءين ما تيسّر، ويؤثر بما يأتيه من صلات [٢] الملوك وغيرهم. وكان متواضعا عند العامّة، مترفّعا عند الملوك، وكان مجلسه عامرا بالفقهاء والمحدّثين، وأهل الدّين، وأوقع الله محبته في قلوب الخلق. وكان كثير الاهتمام بأمور النّاس، لا يكاد يعلم بمريض إلّا افتقده، ولا مات أحد من أهل الجبل إلا شيّعه.

وذكر فخر الدّين البعلبكي، أنه منذ عرفه ما رآه غضب، وعرفه نحو خمسين سنة.

وقد ولي القضاء مدّة تزيد على اثنتي عشرة سنة، على كره منه، ولم يتناول عليه معلوما، ثم عزل نفسه في آخر عمره، وبقي قضاء الحنابلة شاغرا [مدّة] ، حتى ولي ولده نجم الدّين في آخر حياة الشيخ. وكان الشيخ ينزل [٣] في ولايته الحكم على بهيمة إلى البلد.


[١] ص (٣٤) طبع دار الفكر بدمشق بتحقيق الأستاذ الفاضل أحمد راتب حمّوش.
[٢] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «من صلة» .
[٣] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «نزل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>