للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد تذلّلت إذ تذلّل حتّى ... صرت أهوى تذلّلي ودلاله

وطلبت الوصال منه فنادى ... مت بداء الهوى على كلّ حاله

قمر تخجل البدور لديه ... وغزال تغار منه الغزالة

رشأ بالجمال نبّئ فينا ... ثمّ أوحى إلى القلوب رسالة

أهيف بالجفون أسهر جفني ... كيف صبري وقد رأيت جماله

قد أمال القلوب قسرا لديه ... وإذا ماس فالنّسيم أماله

لامني فيه عاذلي وتعدّى ... أنا مالي وللعذول وماله

وتوفي في ثامن صفر.

وفيها البدر بن مالك أبو عبد الله محمد بن العلّامة جمال الدّين محمد بن عبد الله بن مالك الطّائي [الجيّاني] الشافعي [١] ، شيخ العربية، وقدوة أرباب المعاني والبيان. أخذ عن والده النّحو، واللّغة، والمنطق، وسكن بعلبك مدّة، ثم رجع إلى دمشق، وتصدّر للإشغال [٢] بعد موت والده. وممن أخذ عنه القاضي بدر الدّين ابن جماعة، والشيخ كمال الدّين ابن الزّملكاني.

قال الذّهبي: كان إماما، ذكيا، فهما، حادّ الذّهن، إماما في النحو، إماما في علم [٣] المعاني والبيان، والنظر، جيد المشاركة في الفقه والأصول وغير ذلك. وكان عجبا في الذكاء والمناظرة وصحّة الفهم. وكان مطبوع العشرة، وفيه لعب ومزاح.


[١] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (٧) و «الوافي بالوفيات» (١/ ٢٠٤- ٢٠٥) ولفظة «الجيّاني» مستدركة منهما، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٨/ ٩٨) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٣٧٣) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٢٥٧- ٢٥٨) .
[٢] في «آ» : «للاشتغال» وما جاء في «ط» موافق لما في «الوافي بالوفيات» .
[٣] لفظة «علم» لم ترد في «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>