ومن شعره:
إذا طاب أصل المرء طابت فروعه ... ومن غلط جاءت يد الشّوك بالورد
وقد يخبث الفرع الذي طاب أصله ... ليظهر صنع الله في العكس والطّرد
وفيها الدّنيسري الطّبيب الحاذق عماد الدّين أبو عبد الله محمد بن عبّاس ابن أحمد الرّبعي [١] .
ولد بدنيسر سنة ست وستمائة، وسمع بمصر من علي بن مختار وجماعة، وتفقه للشافعي، وصحب البهاء زهير مدّة، وتأدّب به، وصنّف، وقال الشعر. وبرع في الطب والأدب.
ومن شعره:
فيم التّعلّل بالألحاظ والمقل ... وكم أشير إلى الغزلان والغزل
وكم أعرّض من فرط الغرام به ... عن قدّه بغصون البان في الميل
ما لذّة العيش إلّا أن أكون كما ... قد قيل فيما مضى من سالف المثل
صرّحت باسمك يا من لا شبيه له ... أنا الغريق فما خوفي من البلل
يا عاذلي كفّ عن عذلي فبي قمر ... قد حجبوه عن الأبصار بالأسل
معقرب الصّدغ في تكوين صورته ... معنى يجلّ عن الإدراك بالمقل
ومنه:
من يكن شافعي إلى حنبليّ ... هو والله مالكي لا محاله
حنفيّ بوصله عن كثب ... وعلى قتله أقام الدّلاله
بشهود من الجمال ثقات ... حسن القول منهم والعدالة
ناظر فاتر وطرف كحيل ... وجبين هاد ودمع أساله
[١] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (٧) و «الوافي بالوفيات» (٣/ ٢٠٠- ٢٠٢) و «فوات الوفيات» (٣/ ٣٩٢- ٣٩٤) و «البداية والنهاية» (١٣/ ٣١٠) .