للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها ابن القسطلّاني الإمام قطب الدّين أبو بكر محمد بن أحمد بن علي المصري ثم المكّي [١] .

ولد سنة أربع عشرة وستمائة، وسمع من علي ابن البناء، والشّهاب السّهروردي وجماعة [٢] . وتفقّه في مذهب الإمام الشّافعي، وأفتى. ثم رحل سنة تسع وأربعين، فسمع ببغداد، ومصر، والشام، والجزيرة. وكان أحد من جمع بين [٣] العلم والعمل، والهيبة والورع.

قال ابن تغري بردي: كان شجاعا، عالما، عاملا، عابدا، زاهدا، جامعا للفضائل، كريم النّفس، كثير الإيثار، حسن الأخلاق، قليل المثل.

وكان بينه وبين ابن سبعين عداوة، وينكر عليه بمكة كثيرا من أحواله، وقد صنّف في الطائفة الذين [٤] يسلك طريقتهم ابن سبعين، وبدأ بالحلّاج، وختم بالعفيف التّلمساني. وكان القطب هذا مأوى الفقراء، والواردين عليه يبرهم ويعين كثيرا منهم.

ومن شعره:

إذا كان أنسي في التزامي خلوتي ... وقلبي عن كلّ البرية خالي

فما ضرّني من كان لي الدّهر قاليا ... ولا سرّني من كان في موالي

وقال الإسنوي: استقرّ بمكة، وكان ممن جمع العلم والعمل، والهيبة والورع والكرم. طلب من مكة، وفوضت له مشيخة دار الحديث الكاملية بالقاهرة، إلى أن توفي في شهر المحرّم.


[١] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (٦) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٨٦) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٣٧٣) .
[٢] لفظة «وجماعة» سقطت من «ط» .
[٣] لفظة «بين» لم ترد في «ط» وعن «نص مستدرك من كتاب العبر» ومن «العبر» طبع بيروت.
[٤] في «آ» : «التي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>