للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي الجود، وشهر بالاعتناء بالقراءات وعللها، وسمع من ابن الجمّيزي وغيره، مع الورع، والتّقى، والجلالة. توفي في ربيع الآخر.

وفيها الرّشيد الفارقي أبو حفص عمر بن إسماعيل بن مسعود الرّبعي الشّافعي الأديب [١] .

ولد سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، وسمع من الفخر ابن تيمية، وابن الزّبيدي، وابن باقا. وكان أديبا، بارعا، منشئا، بليغا، شاعرا مفلقا، لغويا محقّقا. درّس بالنّاصرية مدّة ثمّ بالظّاهرية، وتصدّر للإفادة. كتب رقعة إلى علي بن جرير، وأرسلها إلى القاسميّة مع رجل اسمه علي:

حسدت عليّا على كونه ... توجّه دوني إلى القاسميّه

وما بي شوق إلى قربه ... ولكن مرادي ألقى سميّه

خنق في بيته في رابع المحرّم بالظّاهرية وأخذ ماله.

ودرّس بعده علاء الدّين ابن بنت الأعزّ.

وفيها السّلطان الملك المنصور سيف الدّين أبو المعالي وأبو الفتح قلاوون التّركي الصّالحي النّجمي [٢] . كان من أكبر الأمراء زمن الظّاهر، وتملّك في رجب سنة ثمان وسبعين وستمائة، وكسر التتار على حمص، وغزا الفرنج غير مرّة، وفتح طرابلس وما جاورها، وفتح حصن المرقب. وفي سنة ثمان وثمانين عمل في القاهرة بين القصرين تربة عظيمة ومدرسة كبيرة ومارستانا للمرضى، وكانت وفاته ظاهر القاهرة بالمخيّم، وقد عزم على الغزاة، فتوفي في سادس ذي القعدة، ودفن بتربته بين القصرين.


[١] انظر «العبر» (٥/ ٣٦٣) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ٢٨٦- ٢٨٧) و «الدارس في تاريخ المدارس» (١/ ٣٥١- ٣٥٢) .
[٢] انظر «العبر» (٥/ ٣٦٣) و «البداية والنهاية» (١٣/ ٣١٧- ٣١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>