وأما شعره ففي الذّروة العليا من حيث [البيان و] البلاغة لا من حيث الاتحاد.
توفي في خامس رجب، وله ثمانون سنة. قاله في «العبر» .
وقال الشيخ عبد الرّؤف المناوي: أثنى عليه ابن سبعين، وفضّله على شيخه القونوي، فإنه لما قدم شيخه القونوي رسولا إلى مصر، اجتمع به ابن سبعين لما قدم من المغرب، وكان التّلمساني مع شيخه القونوي، قالوا لابن سبعين: كيف وجدته؟ - يعني في علم التوحيد- فقال: إنه من المحقّقين، لكن معه شابّ أحذق منه، وهو العفيف التّلمساني.
والعفيف هذا من عظماء الطّائفة القائلين بالوحدة المطلقة.
وقال بعضهم: هو لحم خنزير في صحن صيني، وأنه يدرج السّمّ القاتل في كلامه لمن لا فطنة له بأساس قواعده.
ورموه بعظائم من الأقوال والأفعال، وزعموا أنه كان على قدم شيخ شيخه [١] في أنه لا يحرّم فرجا، وأن عنده إن ما ثم غيره ولا سوى بوجه من الوجوه، وأن العبد إنما يشهد السوي إذا كان محجوبا، فإذا انكشف حجابه ورأى أنّ ما ثم غيره تبين له الأمر، ولهذا كان يقول: نكاح الأم والبنت والأجنبية واحد، وإنما هؤلاء المحجوبون قالوا حرام علينا، فقلنا حرام عليكم.
وذكروا أنه دخل على أبي حيّان، فقال له: من أنت؟ قال: العفيف التّلمساني، وجدّي من قبل الأم ابن سبعين، فقال: إي والله عريق أنت في لإلهية يا كلب يا بن الكلب.
وأكثروا من نقل هذا الهذيان في شأنه وشأن شيخه وشيخ شيخه، ولم