يا راكبا إنّ الأثيل مظنّة ... من صبح خامسة وأنت موفّق أبلغ بها ميتا بأنّ تحيّة ... ما إن تزال بها النّجائب تخفق مني إليه وعبرة مسفوحة ... جادت بواكفها وأخرى تحنق هل يسمعنّ النّضر إن ناديته ... أم كيف يسمع ميّت لا ينطق أمحمّد ولأنت ضنء كريمة ... في قومها والفحل مخل معرق ما كان ضرّك لو مننت وربما ... من الفتى وهو المغيظ المحنق أو كنت قابل فدية فلينفقن ... بأعزّ ما يغلو به ما ينفق فالنّضر أقرب من أسرت قرابة ... وأحقّهم إن كان عتق يعتق ظلّت سيوف بني أبيه تنوشه ... لله أرحام هناك تشفّق صبرا يقاد إلى المنيّة متعبا ... رسف المقيّد وهو عان موثق قلت: قال ابن إسحاق في «السيرة» طبعة السقا، والأبياري، والشلبي: قتيلة بنت الحارث أخت النضر، وفي «الإصابة» لابن حجر (١٣/ ٩٥) ، و «شرح أبيات المغني» للبغدادي (٥/ ٥٤) قتيلة بنت النّضر. [٢] قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة» بعد أن سرد الأبيات: فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك بكى حتى اخضلّت لحيته، وقال: «لو بلغني شعرها قبل أن أقتله ما قتلته» - وهو ما ذكره المؤلف ابن العماد-، وأضاف: قال أبو عمر: هذا لفظ عبد الله بن إدريس، وفي رواية الزّبير بن بكار: فرق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى دمعت عيناه، وقال لأبي بكر: يا أبا بكر، لو سمعت شعرها لم أقتل أباها، وقال الزّبير: سمعت بعض أهل العلم يغمز هذه الأبيات، ويقول: إنها مصنوعة. قلت (القائل ابن حجر) : ولم أر التصريح بإسلامها، لكن إن كانت عاشت إلى الفتح فهي من جملة الصحابيات، ورأيت في آخر كتاب «البيان» للجاحظ أن اسمها ليلى، وذكر أنها جذبت رداء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو يطوف.