للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبّه يا وزير الأرض واعلم ... بأنّك قد وطئت على الأفاعي

وكن بالله معتصما فإنّي ... أخاف عليك من نهش الشّجاعي

فكان كما قال. فإنه مات من نهشة الشّجاعي، عاقبه إلى أن مات، ولم يجد لنهشه درياقا، ثم إن الشّجاعيّ عزم على قتل كتبغا، فركب عليه وحصره في القلعة. فقتله بعض مماليك السلطان، ورموا به إلى كتبغا، فسكنت الفتنة، وفرح الناس بموته وطافوا به في البلد، وتزايدت أفراح النّاس لما كان تعمّد من المظالم.

وفيها شمس الدّين أبو العبّاس أحمد بن الخليل بن سعادة المعروف بابن الخويي [١] نسبة إلى خوي- بضم الخاء المعجمة، وفتح الواو، بعدها ياء تحتية، وهي مدينة من أذربيجان، أعني إقليم تبريز-.

دخل خراسان. وقرأ الأصول على القطب المصري تلميذ الفخر الرّازي. وقرأ علم الجدل على علاء الدّين الطّوسي. وسمع بخراسان والشّام. وكان شافعيا، عالما، نظّارا، خبيرا بعلم الكلام والحكمة والطّبّ، كثير الصّلاة والصّيام. صنّف في الأصول، والنّحو، والعروض. وتولى قضاء الشّام، ومات بها سنة سبع وثلاثين وستمائة، ودفن بقاسيون [٢] .

وأما ولده شهاب الدّين أحمد [٣] قاضي البلاد الشّامية وابن قاضيها، فولد سنة ست وعشرين وستمائة ومات ولده وهو ابن إحدى عشرة سنة، فأقام


[١] انظر «العبر» (٥/ ٣٧٩) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٩٠) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (١/ ٥٠٠- ٥٠١) .
[٢] قوله: «ودفن بقاسيون» لم يرد في «ط» .
[٣] في «ط» و «المنتخب» لابن شقدة: «أحمد» وما جاء في «آ» موافق لما جاء في «العبر» (٥/ ٣٧٩) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (١/ ٥٠١) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٢٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>