للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها ابن هود الشيخ الزّاهد بدر الدّين حسن بن علي بن أمير المؤمنين أبي الحجّاج يوسف [١] .

قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في «طبقاته» : المغربي الأندلسي.

نزيل دمشق، المعروف بابن هود. كان فاضلا قد تفنّن وزاهدا قد تسنّن، عنده من علوم الأوائل فنون، وله طلبة وتلامذة ومريدون، فيه انجماع عن النّاس وانقباض وانفراد وإعراض عمّا في هذه الدّنيا من الأعراض. وكان لفكرته، غائبا عن وجوده، ذاهلا عن بخله وجوده، لا يبالي بما ملك، ولا يدري أيّة سلك. قد طرح الحشمة، وذهل عما ينعم جسمه، ونسي ما كان فيه من النّعمة. وكان يلبس قبع لبّاد ينزل على عينيه ويغطي به حاجبيه. ولم يزل على حاله حتّى برق بصره، وألجمه عيه وحصره، سنة سبعمائة.

وقد ذكره الذهبي فقال: الشيخ الزاهد الكبير، أبو علي بن هود المرسي أحد الكبار في التصوف على طريق الوحدة. كان أبوه نائب السلطنة بها عن الخليفة المتوكل، حصل له زهد مفرط وفراغ عن الدنيا، فسافر وترك الحشمة. وصحب ابن سبعين واشتغل بالطّبّ والحكمة، وقرع باب الصّوفية، وخلط هذا بهذا. وكان غارقا في الفكر، عديم اللذة، مواصل الأحزان، فيه انقباض. وكان اليهود يشتغلون عليه في كتاب «الدلالة» .

ثم قال الذهبي: قال شيخنا عماد الدّين الواسطي: قلت: له أريد أن تسلّكني، فقال: من أي الطرق الموسوية أو العيسوية أو المحمدية. وكان يوضع في يده الجمر فيقبض عليه وهو لاه عنه، فإذا حرقه رجع إليه حسه فيلقيه.

وقال ابن أبي حجلة: ابن هود، شيخ اليهود، عقدوا له العقود، على ابنة العنقود، فأكل معهم وشرب، ودخل من عمران في حجر ضبّ خرب،


[١] انظر «العبر» (٥/ ٣٩٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>