للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نظم بعض الفضلاء فقهاء المدينة السبع فقال:

ألا كلّ من لا يقتدي بأئمّة ... فقسمته ضيزى عن الحقّ خارجة

فخذهم عبيد الله عروة قاسم ... سعيد أبو بكر سليمان خارجة [١]

وفيها مات أيضا أحد الفقهاء السبعة، أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزوميّ، الملقّب براهب قريش لعبادته وفضله، استصغر يوم الجمل فردّ هو وعروة، وكان مكفوفا وأبوه الحارث من الصحابة، وهو أخو أبي جهل لأمه.

وهذه السّنة تسمّى سنة الفقهاء، لأنها مات فيها جماعة منهم، وإنما قيل: الفقهاء السبعة، لأنهم كانوا بالمدينة في عصر واحد ينشر عنهم العلم والفتوى [٢] وكان في عصرهم جماعة من فقهاء التابعين مثل: سالم بن عبد الله بن عمر، وغيره، فلم يكن لهم مثل مالهم.

وفيها زين العابدين عليّ بن الحسين الهاشميّ، وولد سنة ثمان وثلاثين بالكوفة، أو سنة سبع، سمّي زين العابدين لفرط عبادته، وكان ورده في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات.

وكان يوم استشهد والده مريضا فلم يتعرّضوا له.

وكان عبد الملك يحترمه ويجلّه، وأمّه سلّامة [٣] ، وقيل: غزالة بنت يزدجرد ملك فارس [٤] سبيت [٥] ثالثة ثلاث من بناته في خلافة عمر، أمر عمر


[١] في الأصل، والمطبوع: « ... سعيد سليمان أبو بكر خارجة» .
[٢] في المطبوع: «الفتيا» .
[٣] في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (٤/ ٣٨٦) : «سلّامة سلافة بنت ملك الفرس يزدجرد، وقيل: غزالة» .
[٤] مات سنة (٣١ هـ) . الموافقة لسنة (٦٥١) ميلادية. انظر «التوفيقات الإلهامية» للواء محمد مختار باشا المصري ص (١٦) ، و «المنجد في الأعلام» ص (٧٤٩) .
[٥] في المطبوع: «سميت» . وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>