للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببيعهنّ، فأشار عليّ، بتقويمهن، ويأخذهنّ من اختارهنّ، فأخذهنّ عليّ فدفع واحدة لعبد الله بن عمر، وأخرى لولده الحسين، وأخرى لمحمّد بن أبي بكر الصّدّيق فولدن [١] سالما، وزين العابدين، والقاسم بن محمّد، فهم بنو خالة، وكان أهل المدينة يكرهون السراري حتى نشأ فيهم هؤلاء الثلاثة، وفاقوا فقهاء المدينة ورعا، فرغبت النّاس في السّراري.

ومن برّ زين العابدين لأمه، أنّه كان لا يأكل معها في صحفة [٢] ويقول:

أخشى أن تسبق يدي إلى ما سبقت عينها إليه. ومن قوله: إن لله عبّادا عبدوه رهبة، فتلك عبادة العبيد، وآخرين عبدوه رغبة، فتلك عبادة التّجار، وآخرين عبدوه شكرا، فتلك عبادة الأحرار، وتكلم فيه رجل وافترى عليه، فقال له: إن كنت كما قلت فأستغفر الله، وإن لم أكن كما قلت، فالله يغفر لك، فقبّل رأسه وقال: جعلت فداك، لست كما قلت، فاغفر، قال: غفر الله لك، فقال له الرجل: الله أعلم حيث يجعل رسالته [٣] .

وقصّته مع هشام والفرزدق، ومدح الفرزدق له مشهورة نذكر شيئا منها عند ذكر الفرزدق إن شاء الله تعالى [٤] .

قال الزّهري: ما رأيت أحدا أفقه من زين العابدين، لكنّه قليل الحديث.

وقال أبو حازم الأعرج: ما رأيت هاشميّا أفضل منه.

وعن سعيد بن المسيّب قال: ما رأيت أورع منه.


[١] في المطبوع: «فولدت» .
[٢] الصحفة: القصعة. انظر «مختار الصحاح» للرازي ص (٣٥٧) .
[٣] في المطبوع: «رسالاته» ، يعني أنه من أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[٤] سترد القصة التي أشار إليها المؤلف رحمه الله في المجلد الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>