للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن حجر في «الدّرر الكامنة» صحب الشيخ أبا العبّاس المرسي صاحب الشّاذلي، وصنّف مناقبه ومناقب شيخه. وكان المتكلّم على لسان الصّوفية في زمانه، وهو ممن قام على الشيخ تقي الدّين بن تيميّة فبالغ في ذلك. وكان يتكلم على النّاس، وله في ذلك تصانيف عديدة.

قال الذهبي: كانت له جلالة عجيبة [١] ووقع في النّفوس، ومشاركة في الفضائل. وكان يتكلّم بالجامع الأزهر فوق كرسي بكلام يروح النّفوس، ومزج كلام القوم [٢] بآثار السّلف وفنون العلم، فكثر أتباعه، وكانت عليه سيما الخير، ويقال: إن ثلاثة قصدوا مجلسه، فقال أحدهم: لو سلمت من العائلة لتجرّدت.

وقال الآخر: أنا أصلي وأصوم ولا أجد من الصّلاح ذرّة. وقال الثالث: أنا صلاتي ما ترضيني فكيف ترضي ربّي. فلما حضروا مجلسه، قال في أثناء كلامه: ومن الناس من يقول فأعاد كلامهم بعينه.

وقال الكمال جعفر: سمع من الأبرقوهي، وقرأ النحو على الماروني، وشارك في الفقه والأدب، وصحب المرسي، وتكلّم على الناس، وكثر أتباعه.

وقال ابن الأهدل: الشيخ العارف بالله، شيخ الطريقين، وإمام الفريقين.

كان فقيها، عالما، ينكر على الصّوفية. ثم جذبته العناية، فصحب شيخ الشيوخ المرسي، وفتح عليه على يديه، والذي جرى له معه مذكور في كتابه «لطائف المنن» وله عدّة تصانيف، منها «الحكم» [٣] وكلّها مشتملة على أسرار ومعارف، وحكم ولطائف. نثرا ونظما.


[١] كذا في «آ» و «المنتخب من شذرات الذهب» لابن شقدة (٢٠٨/ آ) : «عجيبة» وفي «ط» :
«عظيمة» .
[٢] يعني الصّوفية.
[٣] واسمه الكامل «الحكم العطائية» وهو كتيب صغير من كتب الصّوفية الشهيرة، نشرته المكتبة العربية بدمشق منذ سنوات طويلة بعناية الأستاذ أحمد عبيد رحمه الله. وقام بشرحه الشيخ عبد المجيد الشّرنوبي المصري المتوفى سنة (١٣٤٨) هـ، وقامت بنشر شرحه المذكور دار ابن كثير سنة (١٤٠٨) بعناية الأستاذ عبد الفتاح البزم، وقد أفردت أحاديث الكتاب لوالدي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله من قبل الأستاذ البزم، فقام بتخريجها والحكم عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>