للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها الأديب الخليع الحكيم شمس الدّين محمد بن دانيال [١] مؤلّف كتاب «طيف الخيال» .

كانت له نكت غريبة، وطباع عجيبة.

صحبه ولد القسيس الملكي، وكان جميل الصّورة، فخاف والده عليه منه، فكتب إليه ابن دانيال:

قلت للقسيس يوما ... والورى تفهم قصدي

ما الذي أنكرت من نج ... لك إذ أخلصت ودّي

خفت أن يسلم عندي ... هو ما يسلم عندي

ومن شعره:

ما عاينت عيناي في عطلتي ... أيشم [٢] من حظّي ومن بختي

قد بعت عبدي وحماري وقد ... أصبحت لا فوقي ولا تحتي

وفيها شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي نصر الدّباهي البغدادي [٣] الحنبلي الزاهد.

ولد سنة ست أو سبع وثلاثين وستمائة ببغداد، وصحب الشيخ يحيى الصّرصري، وكان خال والدته، والشيخ عبد الله كتيلة مدّة، وسافر معه، وجاور بمكّة عشر سنين. ودخل الرّوم، والجزيرة، ومصر، والشام، ثم استوطن دمشق وبها توفي.

قال ابن الزملكاني عنه: شيخ صالح وعارف زاهد، كثير الرّغبة في العلم وأهله، والحرص على الخير، والاجتهاد في العبادة. تخلّى عن الدّنيا، وخرج عنها، ولازم العبادة والعمل الدائم، واستغرق أوقاته في الخير.


[١] انظر «الوافي بالوفيات» (٣/ ٥١- ٥٧) و «فوات الوفيات» (٣/ ٣٣٠- ٣٣٩) و «النجوم الزاهرة» (٩/ ٢١٥) .
[٢] في «الوافي بالوفيات» : «أقلّ» وفي «فوات الوفيات» : «أدبر» ومعنى: أيشم، أشأم، قال الجوهري:
والعامة تقول: ما أيشمه.
[٣] انظر «ذيول العبر» ص (٦٠- ٦١) و «معجم الشيوخ» (٢/ ١٦٨- ١٦٩) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٣٦١- ٣٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>