للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باليسير، حريصة على النفع والتّذكير، ذات إخلاص وخشية وأمر بالمعروف، انصلح بها نساء دمشق، ثم نساء مصر. وكان لها قبول زائد ووقع في النّفوس، رحمها الله، زرتها مرة. قاله في «العبر» .

وفيها العدل جمال الدّين ابن عطيّة بن إسماعيل بن عبد الوهاب بن محمد بن عطيّة اللّخمي [١] المتفرّد بكرامات الأولياء عن مظفّر الفوّي.

مات وهو من أبناء الثمانين.

وفيها الصّالح المعمّر، بقية السّلف، محمد [بن محمود بن الحسين بن الحسن، المعروف ب] «حياك الله» الموصلي [٢] بزاويته في سويقة كوم الرّيش [٣] بمصر، ودفن بالقرافة. وكان من الأخيار يقصد للزيارة والتبرك، سئل عن مولده فقال: قدمت مصر في أول دولة المعزّ أيبك التّركماني [٤] وعمري خمس وثمانون سنة، فيكون لي مائة وستون سنة. وكان كثير الذّكر والتّلاوة، وعنده محاضرة، وعلى ذهنه أشياء.

ومن شعره:

إذا الحبّ لم يشغلك عن كلّ شاغل ... فما ظفرت كفّاك منه بطائل

وما الحبّ إلا خمرة تسكر الفتى ... فيصبح نشوانا لطيف الشّمائل

لقيني من أهواه يوما فقال لي ... بمن أنت مشغوف فقلت بسائلي

ولو أن في السّلوان ما عنكم غنى ... لخلّصت قلبي واستراحت عواذلي


[١] انظر «ذيول العبر» ص (٨١) و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٥٤) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ٤٥٦) .
[٢] انظر «النجوم الزاهرة» (٩/ ٢٢٧) وما بين الحاصرتين زيادة منه.
[٣] في «النجوم الزاهرة» : «سويقة الرّيش» وانظر الصفحة (٢٠١) من الجزء التاسع منه التعليق رقم (١) .
[٤] انظر ترجمته ومصادرها في «الأعلام» للعلّامة الزركلي (٢/ ٣٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>