للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه رابع أربعة من أهل الشام، ونحن حجّاج، فبينا [١] نحن عنده إذ أتاه خبر من العراق بأنهم قد حصبوا إمامهم فخرج إلى الصلاة، ثم قال: من ها هنا من أهل الشام؟ فقمت أنا وأصحابي. فقال: يا أهل الشام تجهّزوا لأهل العراق فإن الشيطان قد باض فيهم وفرّخ، ثم قال: اللهم قد لبّسوا عليّ، فلبّس عليهم، اللهمّ عجّل لهم بالغلام الثّقفيّ، الذي يحكم فيهم بحكم الجاهلية، لا يقبل من محسنهم، ولا يتجاوز عن مسيئهم انتهى [٢] .

وأمّ الحجّاج الفارعة بنت همام [٣] بن عروة بن مسعود الثقفي، ولدت الحجّاج مشوّها لا دبر له، فنقب عن دبره، وأبى أن يقبل ثديّ أمه أو غيرها [٤] [فأعياهم أمره] [٥] فيقال: إن الشيطان تصور لهم في صورة الحارث بن كلدة، وكان تزوج الفارعة قبل أبي الحجّاج، وكان حكيم العرب فقال لهم:

ألعقوه دم جدي [٦] يومين، واليوم الثالث ألعقوه دم تيس أسود ثم دم ثعبان [٧] سالخ أسود، واطلوا به وجهه، وأخبرهم أنه يقبل الثدي في اليوم الرابع، فلذلك كان لا يصبر عن سفك الدماء، ويخبر أنه أكبر لذّاته.

وله مقحمات عظائم وأخبار مهولة وكان معلّما.


[١] في الأصل: «فبينما» وما أثبتناه موافق لما في «المعارف» لابن قتيبة الذي نقل عنه المؤلف.
[٢] «المعارف» لابن قتيبة ص (٣٩٦- ٣٩٧) .
[٣] في «العقد الفريد» لابن عبد ربه (٥/ ٢٧٦) بعناية الدكتور عبد المجيد الترحيني، طبع دار الكتب العلمية: «الفارعة بنت هبّار» .
[٤] في الأصل، والمطبوع: «وغيرها» ، وما أثبتناه من «وفيات الأعيان» لابن خلكان الذي نقل عنه المؤلف.
[٥] الزيادة من «وفيات الأعيان» لابن خلّكان.
[٦] في «وفيات الأعيان» لابن خلكان: «اذبحوا جديا أسود وأولغوه دمه، فإذا كان في اليوم الثاني فافعلوا به كذلك، فإذا كان اليوم الثالث فاذبحوا له تيسا أسود وأولغوه دمه» .
[٧] لفظة «ثعبان» سقطت من «وفيات الأعيان» فتستدرك فيه. وانظر «لسان العرب» «سلخ» (٢٠٦٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>