للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم دخل بغداد سنة إحدى وتسعين فحفظ «المحرّر» في الفقه وبحثه على الشيخ تقي الدّين الزّريراتي [١] . وقرأ العربية والتصريف على أبي عبد الله محمد بن الحسين الموصلي، والأصول على النّصير الفارقي وغيرهم. وقرأ الفرائض وشيئا من المنطق، وجالس فضلاء بغداد في أنواع الفنون، وعلّق عنهم.

وسمع الحديث من ابن الطبّال وغيره.

وسافر إلى دمشق سنة أربع وسبعمائة، فسمع بها الحديث من ابن حمزة وغيره. ولقي الشيخ تقي الدّين بن تيميّة، والمزّي، والبرزالي.

ثم سافر إلى مصر سنة خمس وسبعمائة، فسمع بها [٢] من الحافظ عبد المؤمن بن خلف، والقاضي سعد الدّين الحارثي. وقرأ على أبي حيّان النّحوي «مختصره» لكتاب سيبويه [٣] . ولقي بها جماعة. وحجّ وجاور بالحرمين الشريفين، وسمع بهما، وقرأ بهما كثيرا من الكتب.

وأقام بالقاهرة مدة، وصنّف تصانيف كثيرة، منها: «الاكسير في قواعد التفسير» و «الرّياض النّواضر في الأشباه والنظائر» و «بغية الواصل إلى معرفة الفواصل» . و «شرح مقامات الحريري» في مجلدات، وغير ذلك. وكان مع ذلك كلّه شيعيا منحرفا في الاعتقاد عن السّنّة، حتى إنه قال في نفسه [٤] :

حنبليّ رافضيّ ظاهري ... أشعريّ إنّها إحدى الكبر

ووجد له في الرفض قصائد ويلوّح به في كثير من مصنّفاته [٥] حتى إنه صنّف كتابا سمّاه «العذاب [٦] الواصب على أرواح النّواصب» .


[١] تحرفت في «ذيل طبقات الحنابلة» إلى «الزيراتي» فلتصحح.
[٢] لفظة «بها» سقطت من «ط» .
[٣] لفظة «سيبويه» لم ترد في «آ» .
[٤] رواية البيت في «آ» و «ط» و «ذيل طبقات الحنابلة» :
حنبليّ أشعريّ رافضي هذه إحدى العبر ولا يستقيم وما أثبته لضرورة الوزن من «الدّرر الكامنة» .
[٥] في «ط» : «تصانيفه» .
[٦] تحرفت في «ط» إلى «العذاط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>