للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تاج الدّين أحمد بن مكتوم: اشتهر عنه الرّفض، والوقوع في أبي بكر رضي الله عنه، وابنته عائشة رضي الله عنها، وفي غيرهما من جلّة [١] الصحابة رضوان الله عليهم، وظهر له في هذا المعنى أشعار بخطّه، نقلها عنه بعض من كان يصحبه ويظهر موافقة له، منها قوله في قصيدة:

كم بين من شكّ في خلافته ... وبين من قيل: إنه الله

فرفع أمر ذلك إلى قاضي الحنابلة سعد الدّين الحارثي، وقامت عليه بذلك البينة، فتقدم إلى بعض نوابه بضربه وتعزيره وإشهاره، وطيف به، ونودي عليه بذلك، وصرف عن جميع ما كان بيده من المدارس، وحبس أياما، ثم أطلق، فخرج من حينه مسافرا، فبلغ قوص من صعيد مصر، وأقام بها مدة. ثم حجّ في أواخر سنة أربع عشرة وجاور سنة خمس عشرة. ثم حجّ، ثم نزل إلى الشام إلى [٢] الأرض المقدسة فأدركه الأجل في بلد الخليل عليه السلام في شهر رجب.

وفيها طقطاي بن منكوتمر بن طغاي بن باطو بن [٣] ، الطّاغية الأكبر جنكزخان المغلي التّتري، ملك القبجاق [٤] . جلس على تخت الملك وعمره سبع سنين، وكان يحب السّحرة ويعظّمهم، ويحب الأطباء. وممالكه واسعة جدا، منها: قرم، وسراي، وغير ذلك. وكان له جيش عظيم إلى الغاية، يقال: إنه جهّز عسكرا مرّة يشتمل على مائتي ألف فارس. وطالت أيامه إلى هذه السنة، وكانت دولته ثلاثا وعشرين سنة.

وملك بعده أخوه أزبك خان.

وفيها مسندة الوقت ستّ الوزراء بنت عمر بن أسعد بن المنجّى التّنوخية [٥] . روت عن أبيها القاضي شمس الدّين، وابن الزّبيدي، وحدّثت


[١] تحرفت في «ذيل طبقات الحنابلة» إلى «جملة» .
[٢] في «ط» : «في» .
[٣] انظر «الدّرر الكامنة» (٢/ ٢٢٦) .
[٤] ويقال القفجاق أيضا.
[٥] أنظر «ذيول العبر» ص (٨٨) و «النجوم الزاهرة» (٩/ ٢٣٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>