للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها شرف الدّين الحسين بن علي بن إسحاق بن سلّام- بتشديد اللام- ابن عبد الوهاب بن الحسن ابن سلّام الشافعي [١] .

ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة، واشتغل، فبرع، وحصّل، وأفتى، وناظر، ودرّس بالعذراوية. وولي إفتاء دار العدل أيام الأفرم. وكلام الكتبي يفهم أنه أول من ولي الإفتاء بها.

قال الذهبي: كان من الأذكياء.

وقال ابن كثير: كان واسع الصّدر كبير الهمّة، كريم النّفس، مشكورا في فهمه وحفظه وفصاحته ومناظرته.

توفي بدمشق في رمضان. ودفن بباب الصّغير.

وفيها الرّشيد فضل الله بن أبي الخير الهمذاني [٢] الطّبيب. كان أبوه يهوديا عطّارا، فاشتغل هذا في المنطق والفلسفة، وأسلم، واتصل بغازان، وعظم في دولة خربندا بحيث إنه صار في رتبة الملوك. قام عليه الوزير علي شاه بأنه هو الذي قتل القآن خربندا لكونه أعطاه على هيضة مسهلا فتقيّأ، فخارت قواه، فاعترف، وبرطل جوبان بألف ألف دينار، فما نفع، بل قتل هو وابنه.

وكان يوصف بحلم ولطف وسخاء ودهاء.

فسّر القرآن العظيم فشحنه بآراء الأوائل، وعاش نيفا وسبعين سنة، وقيل:

بل كان جيد الإسلام وهو والد الوزير المعظم محمد بن الرّشيد. وكان وزير التتار ومدبّر دولتهم.

وفيها المحدّث الإمام الشيخ علي بن محمد الجبّني- بالضم والتشديد،


«العقد الثمين» (٦/ ٢٨٤) . وقال الفيروزآبادي في «القاموس المحيط» : المعلاة: مقبرة مكة بالحجون.
[١] انظر «ذيول العبر» ص (٩٥) و «البداية والنهاية» (١٤/ ٨٥) و «طبقات الشافعية الكبرى» (٩/ ٤٠٨- ٤٠٩) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٢٧٩- ٢٨٠) .
[٢] انظر «ذيول العبر» ص (٩٢- ٩٣) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٢٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>