للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيحلفون على عمياء ويحهم ... ما علمهم بعظيم العفو غفّار [١]

وكان موته بالأكلة [٢] في بطنه، سوّغه الطبيب لحما في خيط فخرج مملوءا دودا وسلط عليه أيضا [٣] البرد، فكان يوقد النّار تحته وتأجّج حتى تحرق ثيابه [٤] وهو لا يحسّ بها، فشكا [ما يجده] [٥] إلى الحسن البصريّ فقال [له] [٦] ألم أكن نهيتك أن تتعرّض للصالحين [فلججت، فقال له:

يا حسن، لا أسألك أن تسأل الله أن يفرج عني، ولكني أسألك أن تسأله أن يعجل قبض روحي ولا يطيل عذابي، فبكى الحسن بكاء شديدا، وأقام الحجّاج على هذه الحال بهذه العلة خمسة عشر يوما] [٧] فلما أخبر الحسن بموته سجد شكرا، وقال: اللهمّ كما أمته أمت [٨] سنّته [٩] .

وكان [١٠] قد رأى أن عينيه قلعتا: وكان تحته هند بنت المهلّب، وهند بنت أسماء بن خارجة فطلّقهما [١١] ليتأوّل رؤياه بهما، فمات ابنه محمّد، وجاءه نعي أخيه محمّد من اليمن، فقال: هذا والله تأويل رؤياي محمّد


[١] البيتان في «وفيات الأعيان» ، و «مختصر تاريخ دمشق» لابن منظور (٦/ ٢٣١) مع بعض الاختلاف في ألفاظهما.
[٢] سبق أن أشرنا إلى أن الأكلة داء يقع في العضو فيأتكل منه. انظر ص (٣٧٣) .
[٣] في المطبوع: «وسلط أيضا عليه» .
[٤] في «وفيات الأعيان» : «حتى تحرق جلده» .
[٥] لفظة «ما يجده» التي بين حاصرتين زيادة من «وفيات الأعيان» لابن خلكان، الذي ينقل عنه المؤلف.
[٦] زيادة من «وفيات الأعيان» لابن خلكان.
[٧] ما بين حاصرتين زيادة من «وفيات الأعيان» لابن خلّكان.
[٨] في المطبوع: «فأمت» .
[٩] في «وفيات الأعيان» لابن خلكان: «اللهمّ إنك قد أمته فأمت سنته» .
[١٠] يعني الحجّاج.
[١١] في الأصل: «فطلقها» وما أثبتناه من المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>