للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومحمّد في يوم واحد، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، ٢: ١٥٦ ثم قال من: يقول شعرا فيسلّيني [به؟] [١] فقال: الفرزدق:

إن الرّزيّة لا رزيّة بعدها ... فقد [ان] [٢] مثل محمّد ومحمّد

ملكان قد خلت المنابر منهما ... أخذ الحمام عليهما بالمرصد [٣]

قيل: قتل مائة ألف وعشرين ألفا، ووجد في سجونه بعد موته ثلاثة وثلاثون ألفا لم يجب على أحد منهم قطع ولا صلب، ويقال: إن زياد ابن أبيه أراد [أن] يتشبّه بعمر في ضبطه وسياسته، فتجاوز الحدّ ولم يصب، وأراد الحجّاج أن يتشبّه بزياد فدمّر وأهلك [٤] .

وفي شعبان من السنة المذكورة قتل الحجّاج- قاتله الله- سعيد بن جبير الوالبيّ مولاهم الكوفيّ المقرئ، المفسّر، الفقيه، المحدّث، أحد الأعلام، وله نحو من خمسين سنة، أكثر روايته عن ابن عبّاس، وحدّث في حياته بإذنه، وكان لا يكتب الفتاوى مع ابن عبّاس، فلما عمي ابن عبّاس كتب، وروي أنه قرأ القرآن في ركعة في البيت الحرام، وكان يؤمّ النّاس في شهر رمضان، فيقرأ ليلة بقراءة ابن مسعود، وليلة بقراءة زيد بن ثابت، وأخرى بقراءة غيرهما، وهكذا أبدا، وقيل: كان أعلم التّابعين بالطّلاق سعيد بن جبير، وبالحجّ عطاء [٥] ، وبالحلال والحرام طاووس [٦] وبالتفسير


[١] زيادة من «وفيات الأعيان» لابن خلكان.
[٢] زيادة من المطبوع، و «وفيات الأعيان» لابن خلكان.
[٣] البيتان في
[٤] قال الذهبي في آخر ترجمته للحجّاج في «تاريخ الإسلام» (٣/ ٣٥٥) : وعندي مجلد في أخبار الحجاج فيه عجائب، لكن لا أعرف صحتها.
[٥] يعني عطاء بن أبي رباح، الإمام، الفقيه، الواعظ، الحجة، المتوفى سنة (١١٤) ، وسترد ترجمته في المجلد الثاني من كتابنا هذا.
[٦] يعني طاووس بن كيسان اليماني الجندي الخولاني، أحد الأئمة الأعلام في عصره،

<<  <  ج: ص:  >  >>